الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وعلى سائر من اقتفى أثره، واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين.
حياكم الله في هذا الدرس العلمي الذي عنوانه:(وقفات علمية مع سورة الزخرف).
الملقي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فهذه وقفات علمية مع بعض الآيات من سورة الزخرف، المقصود منها: الإثراء العلمي من هذه الآيات المباركات.
سورة الزخرف سورة مكية، وهي ضمن سياق سبع سور متتابعات تسمى هذه السور المتتابعات بسور (آل حم)، كما تسمى بديباج القرآن، وتبدأ بغافر وتنتهي بالأحقاف، وكلهن مبدوءات بقول الله جل وعلا:(حم)، وسميت (ديباج القرآن)؛ لأنها لم تتضمن أحكاماً، وكلهن سور مكية.
وبعض أهل الفضل يسميها: الحواميم، والأفضل أن يقال: سور (آل حم).
وسميت بسورة (الزخرف)؛ لورود كلمة الزخرف فيها، وكلمة (الزخرف) وردت في هذه السورة لبيان حقارة الدنيا، وقد ردت كلمة الزخرف في القرآن قبل سورة الزخرف ثلاث مرات في ثلاثة مواضع: قال الله جل وعلا في سورة الأنعام: {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}[الأنعام:١١٢]، وقال تباركت أسماؤه وجل ثناؤه في سورة يونس:{حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ}[يونس:٢٤]، وقال تبارك وتعالى في الإسراء:{أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ}[الإسراء:٩٣] فوردت كلمة (زخرف) في الإسراء وفي يونس وفي الأنعام، ووردت في هذه السورة المباركة، وبها سميت سورة الزخرف.
ومعنى الزخرف في اللغة: كمال الزينة مع الحسن، وإذا قيل (شيء مزخرف) أي: شيء مزين.