كم من مؤمن قعيد فراشه، أسير بيته، قد يئس منه الأطباء وأقعده المرض، وأشفق عليه الأحبة، وإن له في قول رسول الله صلى عليه وسلم:(إن الرجل لتكتب له عند الله المنزلة فلا يبلغها بعمله، فما يزال الله يبتليه حتى يبلغ به منتهاه) وله في أيوب عليه الصلاة والسلام وما فرج الله عنه، وما حكى الله عنه في كتابه أجزل القدوة وأعظم الأسوة، وله في أبي بكر رضي الله تعالى عنه يوم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(يا رسول الله! كيف الصلاح في الأمة وقد أنزل الله جل وعلا قوله: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}[النساء:١٢٣] فقال صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر! ألست تحزن؟! ألست تمرض؟! ألست يصيبك اللأواء؟! فذلك ما تجزون به).
إن في هذا تفريجاً كبيراً لمن ابتلي بكرب أو مرض من المؤمنين، على أنه ينبغي للعبد أن لا يقنط من رحمة الله وأن لا ييأس من عفوه وفرجه، فليسأل كاشف الغم وفارج الهم، ومجيب دعوة المضطرين أن يرحمه، فإن الله أرحم من سئل وأكرم من أعطى.