[التفسير المعنوي لقوله تعالى:(يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم)]
وأما جمع شتاتها فعلى النحو التالي: قال الله: (يا أيها الناس) وهذا نداء عام، ولا يسمى نداء كرامة، إنما نداء الكرامة في القرآن (يا أيها الذين آمنوا)، أما (يا أيها الناس) فهذا نداء لكل الخلق، فيدخل فيه كل أحد مؤمناً كان أو كافراً.
(يا أيها الناس اتقوا ربكم) تقوى الله هي الدين كله، ووقف صلى الله عليه وسلم على ناقته القصواء يوم حجة الوداع يقول:(يا أيها الناس اتقوا ربكم، وصلوا فرضكم) وذكر أموراً، لكن بدأها صلى الله عليه وسلم بتقوى الله، وجملة ما يمكن أن يقال في معنى تقوى الله: ألا يفقدنك الله حيث أمرك، ولا يرينك الله حيث نهاك، فمن وفق أنه لا يفقد في مكان أمره الله فيه، ولم يوجد في مكان نهاه الله عنه فقد أخذ بالتقوى من حيث العموم، وفسرت التقوى بأن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخشى عقاب الله.