قرأ نبيكم صلى الله عليه وسلم في رمضان القرآن، وكان جبريل يدارسه القرآن في كل عام مرة، فلما كان العام الذي توفي فيه صلوات الله وسلامه عليه دارسه جبريل في ذلك العام كالمودع، دارسه القرآن مرتين.
القرآن أيها المؤمنون! كتاب الله، أنزله الله بواسطة خير ملك على خير نبي في خير ليلة من خير شهر، فيتعبد المؤمن ربه جل وعلا بتلاوته وتدبره، والعمل بما فيه، والإيمان بمتشابهه، والعمل بمحكمه، ويفزع إلى أمر القرآن فينفذه، ويرى نهي القرآن فيعرض عنه، كل ذلك خوفاً من الله وفرقاً وامتثالاً لأمره، وطلباً لما عند الله جل وعلا من الأجر والثواب.
يقرأه المؤمن في صلاته، وفي غير صلاته، ويتدبره ويعرف معانيه، حتى يكون إلى الله أقرب، ومن الله أدنى، إذ لا نسب بين الله وبين أحد من خلقه، ولكنه العمل الصالح، ومن أعظم العمل الصالح تدبر القرآن، قال الله جل وعلا:{وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ * وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ * فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}[المائدة:٨٣ - ٨٥]، كتب الله لي ولكم هذا المقام الرفيع.