وحتى تكون هناك أعمال سرائر في الخلاء لا بد أن يكون في القلب تعظيم لرب العزة والجلال، لابد أن يكون هناك علم بالله جل وعلا، وهذا ينجم عن تدبر القرآن وتلاوة آياته، فالله يقول:{لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ * مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ}[فصلت:٤٢ - ٤٣]، فكلما تذكر الإنسان سعة رحمة الله ازداد أملاً في دخول جنته، وكلما تذكر الإنسان عظيم قدرة الله وأنه له مواطن سخط وغضب خاف من ناره، فإذا تذكر ما لله من صفات الجلال والجمال والكمال زاد حباً لربه تبارك وتعالى، ومن جمع هذه الثلاث: حب الله، والخوف منه، والرجاء فيما عنده وفق إلى صراط مستقيم.
هذه أيها المؤمنون! شذرات من تأملات، ومتفرقات من مواعظ، قلتها على عجل، والله وحده المسئول أن ينفع بها.
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، إن ربي لسميع الدعاء، وصلى الله على محمد وعلى آله.