ومن هذا نقول: إنه ينبغي على من مَنَّ الله عليهم بالمال أن يتقوا الله جل وعلا في فضول أموالهم، وأن ينفقوها في سبيل مرضاته تبارك وتعالى، متخذين في ذلك سبيل الحكمة، فإن أبا بكر رضي الله تعالى عنه لم يبن مسجداً في مكة؛ لأنه لو بناه في الليل لهدمه المشركون في النهار، ولكن المال يوضع في الموطن الصحيح له، ألا وإن من أعظم المواطن التي ينبغي أن يوضع فيها المال في هذا العصر: إطعام الفقراء والمساكين، وما أكثرهم.
ثانياً: في تشجيع حلقات التحفيظ الرجالية والنسائية.
ومن أن من ذلك إغاثة المسلمين الفقراء واليتامى والمساكين في سائر أنحاء الأرض عبر هيئة الإغاثة، وعبر كثير من المؤسسات الخيرية التي يوثق في دين وأمانة أصحابها.
كما أنه مما يوضع فيه المال الوضع الصحيح: تأييد طلبة العلم الذين خالطهم الفقر وأقعدتهم المسكنة عن طلب العلم فلا يجدون من الأموال ما يعينهم على الطلب، فلا شك أن في إعانتهم بالمال، ودعمهم بما ينفقون على أنفسهم كل ذلك من نصرة دين الله تبارك وتعالى.
ومع الأسف نجد الكثير من أثرياء هذا العصر يا ليتهم وجهوا أموالهم والكثير من فواضل ما من الله به عليهم في المباحات أو حتى في الحرام المحض، بل وجه بعضها والعياذ بالله فيما يضاد دين الله تبارك وتعالى، ولا ينجم عنه إلا أن يتحلل الناس ويتحرروا من دينهم ومبادئهم وأخلاقهم، {فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}[الأنفال:٣٦].