كان جرير أحد رموز الشعر العربي في عصر بني أميه، ولا يختلف أحد في أنه كان ذائع الصيت، ولديه من القدرة الشعرية ما لديه، لكنه مع ذلك لما استجدى بشعره وألحّ في الطلب وأراق ماء وجهه للسلاطين والخلفاء نزلت منزلته عند الناس.
دخل على عبد الملك بن مروان ليقول له: أتصحو أم فؤادك غير صاح عشية هم صحبك بالرواح تقول العاذلات علاك شيب أهذا الشيب يمنعني مراحي؟ يكلفني فؤادي من هواه ظعائن يجتزعن على رماح عرابا لم يدن مع النصارى ولم يأكلن من سمك القراح ولا خلاف في جمال المطلع، لكنه ينزل ليقول: تعزّت أم حزرة ثم قالت رأيت الواردين ذوو امتياح أعلل وهي ساغبة بنيها بأنفاس من الشبب القراح أغثني يا فداك أبي وأمي بسيب منك إنك ذو ارتياح سأشكر إن رددت عليّ ريشي وأنبت القوادم من جناحي