العبرة الرابعة: أن قراءة القرآن وتعويذ المريض بها أمر مشروع: فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان في حياته وقوته ونشاطه يقرأ على نفسه بالمعوذات، فيقرؤها في كفه ثم ينفث، ثم يمسح بيده صلى الله عليه وسلم، أما عند دنو أجله، وقرب رحيله صلوات الله وسلامه عليه فكانت عائشة تقرأ عليه، ثم إنها تنفث عليه، وتأخذ يده الطاهرة وتمسح بها على جسده صلوات الله وسلامه عليه رجاء البركة، وكانت تقول: علمت أن يده لنفسه خير من يدي! فرضي الله تعالى عنها وأرضاها.
والبعض اليوم يغفل عن أن يتعوذ بالقرآن، وأن يلجأ إلى الله جل وعلا في مرضه وفي كربه وفي شدته، وأن يستعين بالله جل وعلا، وقد كان صلى الله عليه وسلم يضع يده الشريفة على رأسي الحسن والحسين حفيديه ويقول:(أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة)، وكان يقول:(إن أباكما -يقصد إبراهيم- كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق)، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.