ما هي نصيحتك لمن يفعل اللواط؟ وبماذا تعظه وخاصة أن هذه الفعلة القبيحة كثر انتشارها في هذا الزمن؟
الجواب
إنا لله وإنا إليه راجعون، أيها المؤمنون! إن المصارحة أحياناً أو دائماً هي السبيل لحل كل معضلة ومشكلة، وإن فاحشة اللواط قد كثرت وانتشرت -عياذاً بالله جل وعلا- رغماً عن كثرة الدعاة والعلماء والوعاظ، وعن الدولة جزاها الله تعالى خيراً التي تقيم الحدود، وعن كثرة حرص المربين والوالدين وغير ذلك إلا أنه مع ذلك ما زالت هذه الفاحشة فيها شيء من الانتشار، وإليك يا أخي وإلى المؤمنين جميعاً نقول: إن الله جل وعلا سخط على قوم لوط، وسلط عليهم العذاب الشديد من أجل هذه الفاحشة العظيمة، قال الله تبارك وتعالى في قصة قوم لوط:{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}[هود:٨٢ - ٨٣]، وإنه من أعظم الفواحش أن يأتي الرجل الرجل، قال صلى الله عليه وسلم:(إذا رأيتم الرجل يفعل فعل قوم لوط، فاقتلوا الفاعل والمفعول به)، وقديماً قلنا في محاضرة غير هذه: إن المفعول به هنا في قوله صلى الله عليه وسلم محمول على من فعلت به رضاً منه لا على من فعلت به كراهية واغتصاباً.
وإن مما ساعد على انتشارها قلة الورع، وإدمان النظر إلى الغلمان، وقلة الخوف من سخط الله جل وعلا وأليم عقابه، وصحبة الأقوام الذين لا خلاق لهم، والتأثر بما يشاهد في المجلات الماجنة أو في الأفلام الخليعة، وانصراف كثير من الشباب عن الزواج، وصرف تلك الشهوة إلى ما حرم الله جل وعلا إلى الزنا واللواط، فالله الله أيها المؤمنون! في أنفسكم وفي أولادكم وفي جيرانكم خيراً من أن يصيبهم هذا الداء العظيم، عافانا الله وإياكم من كل شر وكل سوء، وبلغنا الله وإياكم العفو والعافية، والله تعالى أعلم.