الحمد لله رب العالمين, الملك الحق المبين, وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، لا رب غيره ولا إله سواه، رب الصالحين, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خيرة الله من الخلق، وصفوة الله من الرسل، إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، اللهم صل وسلم وبارك وأنعم عليه وعلى آله وأصحابه، وعلى من اقتفى أثرهم واتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم آمين.
أما بعد ما زلنا في وقفات مع سور من كتاب الله الكريم الذي:{لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}[فصلت:٤٢]، ووقفات اليوم هي مع سورة كريمة من كتاب ربنا هي: سورة مريم, وهذه السورة الكريمة ضمنها الله جل وعلا في صدرها وفي أولها بعض أخبار أنبيائه ورسله ومن شهد الله لهم بالصديقية.
ثم ذكر فيها تبارك وتعالى بعض أخبار رسله، ثم أعقب ذلك ذكر جنان عدن وما يكون يوم القيامة من بعث ونشور، ثم بين فيها -تبارك وتعالى- تنزيه نفسه عن الولد، ورد جل وعلا على من قال بالفرية الكبرى وزعم أن الله اتخذ ولداً، ثم ختمها -سبحانه تبارك وتعالى- بما أعده الله لعباده من نعيم ووعد صادق وختمها خير ختام بأن بين أن له جل وعلا القوة والسلطان، يقول في آخر السورة:{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا}[مريم:٩٨].