وقد يعظم العمل بإخلاص النية، وهذا يقودنا إلى مدركة أخرى وأنت تستعد للأعمال الصالحة، ألا وهي: أن تعلم أن الله جل جلاله غني عن طاعتك، وما دام الله غنياً عن طاعتنا فإن الله غني عن أن نشرك معه أحداً.
فكن ممن يبتغي بعلمه وجه الله والدار الآخرة ولا يشرك مع الله أحداً كائناً من كان، ولذلك أمارات في القبول أو في الرد، لكن من أعظم أمارات توحيد العبد لربه استكانة قلبه واقشعرار جلده وذروف عينيه إذا ذكر الله جل وعلا عنده؛ لأن الله قال في الضد عن أهل معصيته ممن كتب لهم الجحيم:{إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ}[الصافات:٣٥].
فمن تواضع قلبه وخضعت نفسه وسكنت لله جل وعلا خرج من هذا المفهوم والمنطوق للآية، ولعل في ذلك علامة وأمارة على قبول الله جل وعلا منه ذلك العمل.