وأهل الجنة أيها المؤمنون طوائف، فمنهم من دخل الجنة قبل يوم القيامة، كآدم وحواء والشهداء من المؤمنين ومؤمن آل ياسين، قال الله جل وعلا:{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}[البقرة:٣٥]، وقال الله جل وعلا:{وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[آل عمران:١٦٩]، وقال سبحانه عن مؤمن آل ياسين:{قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ}[يس:٢٦ - ٢٧].
وأما أول من يدخلها بعد يوم القيامة فكما بينا هو نبينا صلى الله عليه وسلم، سيد كهولها أبو بكر وعمر، قال عليه الصلاة والسلام في حديث حسن إسناده بعض العلماء:(أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، وسيدا شبابها الحسن والحسين) رضوان الله تعالى عليهما.
قال عليه الصلاة والسلام:(إن ملكاً استأذن ربه أن يأتيني ويبشرني بأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة).
من نساءها المنعمات خديجة بنت خويلد , وآسية بنت مزاحم، وفاطمة بنت محمد، ومريم ابنة عمران، فهؤلاء الأربع سيدات نساء أهل الجنة على الإطلاق كما أخبر نبينا صلوات الله وسلامه عليه.
وممن كتب الله لهم دخولها ممن أخبرنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عنهم العشرة المبشرون من أصحاب نبينا عليه الصلاة والسلام، وقال العلماء: إنه لن يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة، فجميع من كان في بيعة الرضوان في غزوة الحديبية يدخل الجنة برحمة الله جل وعلا وفضله كما صح الخبر عن رسولنا صلوات الله وسلامه عليه.
أيها المؤمنون! إن الجنة نعيم لا ينفذ، وقرة عين لا تنقطع، لهم فيها أطيب المساكن، يدخلونها على طول أبيهم آدم ستون ذارعاً في السماء، جرداً مرداً مكحلين، أبناء ثلاث وثلاثين، وجرداً، أي: لا شعر على أجسادهم، ومرداً: أي لا شعر على وجوههم، أبناء ثلاث وثلاثين، قيل: إنها السن التي رفع فيها عيسى عليه الصلاة والسلام، وطول أبيهم آدم يوم خلقه الله كان ستين ذراعاً صلوات الله وسلامه عليه.