للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قضاء شريح بين عمر بن الخطاب والأعرابي]

القطوف الأخيرة: حول شخصية رجل عرفه التاريخ مثالاً أكبر للقضاء.

القضاء منصب حساس في حياة المسلمين، ومتى اختل أصاب الناس الفساد والظلم، أجارنا وإياكم من ذلك، وأعان من كلفهم مسئولية القضاء بين المسلمين، ونسأل الله جل وعلا أن يذكرهم جميعاً ذل الوقوف بين يديه، وحرمة التعرض لأموال المسلمين وأعراضهم، وعقاراتهم، وشئونهم الخاصة والعامة.

من أعلام المسلمين في القضاء: شريح رضي الله تعالى عنه، هذا الرجل كان من أهل اليمن، وأدرك حياة النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه ما قدم المدينة إلا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فانتفى في حقه شرف الصحبة.

اشترى عمر رضي الله تعالى عنه ذات يوماً فرساً من أعرابي فلما مضى بها وجد بها شيئاً من الخلل فردها للأعرابي، فرفض الأعرابي أن يقبلها منه، فقال عمر للرجل: اجعل بيني وبينك حكماً قال: هيا إلى شريح.

ولم يكن شريح في ذلك الدهر قد ولي القضاء! فلما مثلا بين يديه وسمع أقوالهما، قال: يا أمير المؤمنين! جدك ما اشتريت أو اقبل كما أنت عليه، فتعجب عمر من جرأته وبيانه للحق، قال: اذهب فقد وليتك قضاء الكوفة.

فولاه عمر قضاء الكوفة وبقي عليها والياً في عهد عثمان رضي الله تعالى عنه.