إن قريشاً عندما كتبت الصلح بينها وبين رسول الله قالوا: اكتب اسمك واسم أبيك، فكتب صلى الله عليه وسلم: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو، ثم قال كلمة يجب أن يفهمها العلوج الذين في الدينمارك، قال عليه الصلاة والسلام:(إني رسول الله وإن كذبتموني)، والله لو اجتمع الدينماركيون وغيرهم على أن ينالوا شعرة من مقامه صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة لما استطاعوا، فالله قال له وهو أصدق القائلين:{وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا}[الفرقان:٣١]، وقال له:{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}[الحجر:٩٥].
وأما نصرته صلى الله عليه وسلم فهي على ثلاثة أوجه: الأول: نصرة سياسية، وهذه تقع على الحكام بمقاطعة ذلك البلد.
الثاني: نصرة اقتصادية، وذلك بأن يمتنع الإنسان من أن يتعامل اقتصادياً معهم.
الثالث: نصرة عملية، وهي أن الإنسان يزداد اتباعاً لهديه صلى الله عليه وسلم، فذلك أغيظ لقلوبهم، حتى يعلموا أنهم مهما صنعوا ليشوهوا مقامه عندنا فلن فما قاله الأفاكون باطل كله، فقد وصفوه بالعنف والله يقول:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء:١٠٧]، ووصفوه بالضلال والله يقول:(إنا أرسلناك هاديا)، ووصفوه بالكذب والله يقول:{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}[النجم:٣]، ولا ينتظر ممن كفر بالله أن ينصف رسوله صلى الله عليه وسلم.