ما تقولون في قول بعض مؤلفي الكتب: بأن عرش الشيطان في مثلث برمودا.
كما ورد في كتاب: حوار مع جني مسلم؟
الجواب
ذكر صلى الله عليه وسلم:(أن عرش الشيطان في البحر)، أو شيئاً من ذلك ولكن الأمور الغيبية التي لم يرد فيها نص قطعي من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فلا يحسن الجزم بها؛ لأننا إن جزمنا بها اليوم ثم بدا لنا غير ذلك فماذا نقول لمن أقنعناهم سابقاً؟ فإذا أخبر الله بأمر وأخبر به صلى الله عليه وسلم على وجه واضح صريح بيّن فلا تتردد لحظة في الإخبار به؛ لأنك تعتمد على أساس عظيم وهو: قول الله وقول رسوله، أما غير ذلك فلا بأس أن تقول: ربما يحتمل ومن الممكن أن يكون مثلث برمودا أو غيره عرشاً للشيطان أوما إلى ذلك تحمل عليه بعض الأخبار التي جاءت عن الله ورسوله، لكن إخبارك هذا لا تنسبه إلى الله ولا تنسبه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا تخبر به على صيغة الجزم والقطع، ولكن أخبر به على وجه غلبة الظن؛ لأنه لا يعدوكونه أمراً نظرياً اجتهادياً قابلاً لأن يكون صواباً، وقابلاً لأن يكون خطأً، ولذلك الجهل بالحكم والجهل بالدين قد يورد الإنسان المهالك، فمثلاً: حرم الله جل وعلا الزنا، فقد يأتي داعية ليقنع شخصاً من ملة أخرى بأن الله حرم الزنا، فيسأله ذلك الرجل: لم حرم الله الزنا؟ فإن فيه لذة وفيه وفيه ويذكر الأمور التي يجدها الزاني من لذة عاجلة في زناه، فقد يهم ذلك الرجل ويقول: إن الله حرم الزنا حتى لا تختلط الأنساب، وهذا صحيح فإن الله حرم الزنا لحكم عديدة واحدة من العشرات: حتى لا تختلط الأنساب، ولكن لا تحصل هذه الحكمة في هذا الأمر وحده؛ لأنه سيقول لك: إذاً لو زنيت بامرأة عقيم فلا حرج، ولو أن رجلاً عقيماً زنى بامرأة عقيم ليس في ذلك خلط نسب، إذاً الزنا في هذه الحالة جائز، فالكلام والإخبار عن الله ورسوله والمحاجة عن دين الله تحتاج إلى علم متين، وعلى اطلاع واسع،