للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[اعتراف بالنعمة وثناء على المنعم]

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وسع كل شيء رحمة وعلماً، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، وعلى سائر من اقتفي أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فإن وجل القلوب من علام الغيوب منزلة عالية، ومطلب رفيع طالما سأله الصالحون ربهم جل وعلا، وقد جعل الله جل وعلا الوجل منه قرينة من أعظم قرائن الإيمان الحق، كما جعله تبارك وتعالى خصلة أعطاها لأئمة الدين وسادة الخلق، فقال صلى الله عليه وسلم في حديث السبعة المكرمين في ظلال عرش رب العالمين: (ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) فسبحانك ربنا وبحمدك كيف لا نقدسك، ولا نسبح بحمدك، ولا نرجوك ونحن نعلم أنك أنت الله لا إله إلا أنت أهل الحمد والمجد والثناء، لا رب غيرك، فاطر الأرض والسماء؟! سبحانك ربنا وبحمدك كيف لانحبك ونحن نعلم أنك أنت الله الذي لا إله إلا هو أوجدتنا من العدم، وربيتنا بالنعم، واسبغت علينا من فضلك وعطائك، وأعطيتنا من كرمك وسخائك؟! سبحانك اللهم ربنا وبحمدك كيف لا نعبدك وحدك ونحن نعلم أنك أنت الله الذي لا إله إلا هو ولا رب غيره ولا إله سواه، ولا شريك معه؟! سبحانك ربنا وبحمدك كيف لا نفزع إليك في الملمات ونرغب إليك في النائبات ونحن نعلم أنك أنت الله الذي لا إله إلا هو وسع سمعك الأصوات، وقهرت جميع المخلوقات، ما من نعمة إلا وأنت وليها، وما من نقمة إلا وأنت القادر على دفعها؟! سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، كيف لا توجل قلوبنا عند ذكر اسمك ونحن أعلم أنك أنت الله الذي لا إله إلا هو الحي حين لا حي، ليس لك سمي ربنا وخالقنا ورازقنا ورب كل شيء؟! يقول تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال:٢ - ٤] جعلني الله وإياكم أجمعين برحمته منهم، وأعاذنا الله من أن نتكل على أعمالنا أو أقوالنا أو سرائرنا طرفة عين، وأحالنا الله وإياكم إلى رحمته وعفوه وكرم ورضوانه؛ إن ربي لسميع الدعاء.