وأول ما يفاجئ الميت في قبره ضغطة القبر، وضمته، وكلاهما ورد به الخبر الصحيح عن نبينا صلى الله عليه وسلم، فذلك أمر حتمي لازم لا انفكاك منه، فقد قال صلى الله عليه وسلم في دفن سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه:(إن للقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ)، ومعلوم أن سعداً رضي الله تعالى عنه شهد جنازته سبعون ألف ملك، ومشى صلى الله عليه وسلم في أوائل المشيعين لها، واهتز عرش الرحمن لصعود روحه فرحاً واستبشاراً، ومع هذا المقام العظيم عند الله وعند رسوله لن ينجو رضي الله تعالى عنه من ضغطة القبر.
وقد ورد حديث آخر حسنه بعض أهل العلم وصححه بعضهم، وهو أنه صلى الله عليه وسلم قال هذا في حق صبي، قال:(إن هذا الصبي لن ينجو من ضمة القبر) فأول ما يفجأ الميت في قبره هذه الضمة، وهذه الضغطة التي لا بد منها، ثم يفرج عنه على قدر دينه وإيمانه وورعه كما أخبر صلى الله عليه وسلم.