للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التحذير من الفتن]

العبرة السادسة: من هذا المقطع يظهر أنه صلى الله عليه وسلم لما أتى أهل البقيع مع غلامه أبي مويهبة قال لأهل البقيع: (السلام عليكم يا أهل المقابر! ليهنكم ما أنتم فيه مما أصبح الناس فيه، ثم قال: أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الأولى).

وما زال الناس والعياذ بالله في فتن يتبع بعضها بعضاً إلى يومنا هذا، وسيبقى الأمر إلى أن تقوم الساعة: {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب:٦٢].

ولا ريب أن أعظم ما فتن به الناس في زماننا هذا ما تبثه القنوات الفضائية من أنواع الفساد والانحلال الخلقي، ودعوة الناس إلى الإفساد، حتى أضحى القوم شباباً وشابات، فتياناً وفتيات يقلدون الغرب، ويحاكونهم في صنيعهم، وغابت الغيرة عن كثير من الرجال، كل ذلك بدعوى الحضارة والتقدم، ونسوا هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونسوا سنته وسيرته، ونسوا ما دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه.

فيا أيها المؤمن! ينبغي عليك إن كنت قادراً على أن تنهى عن منكر أو تأمر بمعروف أن تتقي الله جل وعلا فيما بين يديك من أهلك ومن أبنائك وبناتك، وأن تتقي الله جل وعلا في من لك سلطان عليهم، فإن ما تبثه هذه القنوات بلا ريب ولا مرية ولا شك إنما هي دعوة لأخذ الناس عن دين الله، حتى يصبح الناس في الشر سواء، وفي الكفر على ملة واحدة، وفي الضلال على نهج واحد، أعاذنا الله من ذلك.