صدر الله الآيات بالنهي عن الشرك، فقال الله يخاطب نبيه:{لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا}[الإسراء:٢٢]، والقعود شعور بالعجز، قال الله:{وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ}[النور:٦٠]، وقال:{لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ}[النساء:٩٥]، فعبر عمن قعد عن الجهاد بأنهم قاعدون، وكلها تشعر بالعجز، فالله يقول لنبيه: إن الشرك من أعظم أسباب الخسران في الدنيا والآخرة، {لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا}[الإسراء:٢٢].
ولما نهى العلي الكبير نبيه عن الشرك أمره بالتوحيد فقال:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}[الإسراء:٢٣] أي: حكم ديناً وشرعاً وتعبداً لعباده، وهذا من أعظم مطالب الله جل وعلا من خلقه، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات:٥٦].
وقوله:(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) أسلوب حصر، فإن العبادة لا يجوز في حال أبداً صرفها لغير الله تبارك وتعالى.