ثم تأتي آيات أثنى الله فيها على ذاته العلية، ولا يوجد كلام أجمل وأعظم تأثيراً من ثناء الله على نفسه وإخبار الله عن ذاته، لأنه لا أحد أعظم من الله، فلا كلام أعظم من كلام الله، وبما أنه لا أحد أعظم من الله فلا أحد أعلم بالله من الله.
فإذا جئت لتقف بين يديه واختر آيات في أول تعودك على قيام الليل أثنى الله بها على ذاته العلية، ثم رددها كثيراً وأنت تصلي حتى تستميل قلبك، وتذرف عينك تدريجياً، ومع الأيام فإن قلبك لن يسكن بشيء أعظم من ذكر الله، ومن استأنس بالله استوحش من خلقه.
فأين شعر الشعراء؟! وأين كلام البلغاء؟ أين وصف الفصحاء؟ هذا كلام رب العزة جل جلاله، هذا قوت القلوب الحقيقي الذي يعيش به المؤمن، ويتعود على ألا يشرب إلا منه ولا ينهل إلا من معينه، هذا الذي يسوق إلى رضوان الجنات، ويوفق به المؤمن للطاعات، ويقاد به إلى أعلى المنازل.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة، مصير كل أحد إليك، ورزق كل أحد إليك، أسألك -اللهم- بأسمائك الحسنى وصفاتك العُلى أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وأن ترزقنا الإخلاص فيما نقول ونسمع، وصل اللهم على محمد وعلى آله.