فجملة سكان هذا القضاء ١٤٩٤٤ نسمة ما بين ذكر وأنثى.
هذا القضاء غربي حلب ومركزه وهو اسكندرونة يبعد عن حلب ٧٠ ميلا على خط مستقيم وعن أنطاكية عشرين ميلا، وعرضها درجة و ٣٥ دقيقة شمالا وطولها ٣٦ درجة شرقا. وهي فرضة في آسيا على ساحل بحر الروم على الجانب الشرقي من جنوبها. واسمها في الفرنسية ألكسندرت وبالإنكليزية ألكسندريا. وكان القدماء يسمونها ألكسندريا وكانت تعد من سواحل فينيقية. واسمها الفينيقي غير معلوم إلا أن اليونانيين كانوا يسمونها في الأعصار القديمة (ميل أندروس) أي ألف بيت.
قيل: وكانت تسمى (ألكساندر ياجتور) أو (ألكسندريا أدسوم) وكان موضعها قديما فوق القلعة الكائنة عند رأس عينها فإن حلقات الحديد التي كانت تربط بها السفن لم تزل باقية حتى الآن وآثار البناء في القلعة دليل على أن البلدة كانت فوقها. ونهر هذه البلدة كان يعرف عند اليونان باسم كرسوس. وكان في جنوب هذه البلدة مدينة تعرف باسم جرباندوس وهي مدينة فينيقية على البحر ذات تجارة وملاحة وسفن كثيرة ولم تزل هذه المدينة تسمى بميل أندروس بعد أن انضمت إلى مملكة فارس مع باقي المملكة الفينيقية إلى أن انتصر إسكندر المقدوني في المحاربة العظيمة التي كانت بينه وبين دارا الثاني الفارسي سنة ٣٣٣ قبل المسيح فجددها إسكندر ونسبها إليه تذكارا لانتصاره واسكندرون تصغير اسكندرية وكان انتصاره المذكور في شمالي سهل أسوس وهي بلدة لا وجود لها الآن وقد تسمى بها الخليج الواقعة عليه اسكندرونة فيقال له خليج سينوس أسيكوس. وقد عاثت بها الأيام حتى أتت عليها.
وحين دخول المسلمين إليها لم يكن لها ذكر في الفتوحات إلى أن كانت دولة هارون الرشيد بنتها زبيدة زوجته حصنا. ثم في خلافة الواثق جدده أحمد بن أبي داود ولم تزل ممرا لعدة فاتحين يجتازون منها فيما بين الشرق والغرب ومحطا للتجارة الواسعة إلى أن كانت حروب الصليبيين واستولى عليها منهم تنكريد وفقد الأمان من تلك الجهات بسبب تعدي المحاربين من الصليبيين بحرا فتحولت تجارتها إلى لاذقية العرب وطرابلس وعادت خرابا بلقعا إلى حدود الألف.
وفي تلك الأيام رفع الفرنج المتوطنون بحلب معروضا للدولة العثمانية واحتالوا ببذل