وقال جرير الخطفى:
ينعى النعاة «١» أمير المؤمنين لنا ... يا خير من حجّ بيت الله واعتمرا
حمّلت أمرا عظيما فاصطبرت له ... وسرت فينا بحكم الله يا عمرا
فالشمس طالعة ليست بكاسفة ... تبكي عليك نجوم الليل والقمرا
وقال الشريف الرضي «٢» :
دير سمعان لا عدتك الغوادي ... خير ميت من آل مروان ميتك
يا بن عبد العزيز لو بكت العين م ... فتى من أمية لبكيتك
أنت طهّرتنا من السبّ والشتم م ... فلو أمكن الجزاء جزيتك
ولعمري لقد زكوت وقد طبت م ... وإن لم يطب ولم يزك بيتك
هكذا ساقها ابن الوردي وقد رأيت لها زيادة وهي:
ولو أني رأيت قبرك لاستحييت م ... من أن أرى وما حيّيتك
دير سمعان فيك مأوى ابن حفص ... فبودّي لو أنني قد أويتك «٣»
أنت بالذكر بين عيني وقلبي ... إن تدانيت منك أو إن نأيتك «٤»
وعجيب أني قليت بني مروان م ... طرا وأنني ما قليتك
قد نما العدل منك لما نأى الجور م ... بهم فاجتويتهم واجتبيتك
فلو انّي «٥» ملكت دفعا لما نابك م ... من طارق الردى لافتديتك
ورثى الرضي هذا أبا إسحاق الصابي بقصيدة طنانة أولها:
أعلمت من حملوا على الأعواد ... أرأيت كيف خبا ضياء الوادي
فقال ابن الوردي يعترض عليه ويندد به: