للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرض متى قلت من سكّان أربعها؟ ... أجابك الأشرفان الجود والحسب

قوم إذا زرتهم أصفوك ودّهم ... كأنما لك أمّ منهم وأب

ولعيسى بن سعدان الحلبي متشوقا:

يا لبرق كلما لاح على ... حلب مثّلها نصب عياني

بات كالمذبوب في شاطي قويق ... ناشر الطرّة مسحوب الجران

كلما مرّت به ناسمة ... موهنا جنّ على باب الجنان

ليت شعري من ترى أرسله ... أنسيم البان أم رفع الدخان

وقال أبو سعيد ابن العزّي من قصيدة:

أيا ساكني الشهباء عندي لعهدكم ... قديم ولاء لم يشب بملال

أياديكم عندي أياد عميمة ... توالت، وما شكري لها متوال

أقوم بشكر أرتضيه لمثلكم ... لقد كلّفت نفسي إذا بمحال

أيا راحلا يزجي الركائب ظلّعا ... رويدك من أين لها وكلال

إذا حلب يممت ساحة أرضها ... فحيّ قياما بالمقام غوال

وعرّج بباب الأربعين مبلّغا ... سلامي أحبابا به وموال

وطارحهم عني قديم مودة ... أغار عليها أن تمرّ ببالي

إذا ما ذكرت الفيض فاضت مدامع ... توالى عليها وبلها المتتالي

ولم آل عن باب الجنان تسليا ... لسلسال ماء كالحياة زلال

سقى المشهد الأعلى فأعلام جوشن ... بواكر داني الهيدبين سجال

وروّى مقرّ الأنبياء سحائب ... يؤلّفها ريحا صبا وشمال

بذلت لروض الجوهريّ جواهرا ... من الدمع هنّ اليوم غير غوال

أقامت بقلبي للمقام لواعج ... لمرأى أنيق عنده وجمال

يذكّرني الفردوس طيب نعيمه ... فيا حسنه لو لم يثب بزوال

مغان عهدت الأنس فيهن دائما ... فما بالها ولّت كطيف خيال

وقضّيت أياما بها ولياليا ... فيا طيب أيامي بها وليال

وما حلب إلا مقرّ مكارم ... ومعدن أفضال وكنز معال

<<  <  ج: ص:  >  >>