للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الحديث أن النبيّ، - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ كَذَبَ (١) عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوأْ بَيْنَ عَيْنَيْ جَهَنَّمَ مَقْعَداً" قالوا. يا رسول الله أَوَ لِجَهَنَّمَ عينان؟ قال: أَوَ مَا سمعتم إلى قوله تعالى: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} (٢) وفي الخبر الصحيح عن يوم القيامة


(١) الحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ١/ ١٤٧ عن أبي أمامة قال: قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ بيْنَ عَيْنَيِّ جَهَنَمَ" فشق ذلك على أصحابه فقالوا. يا رسول الله نحدث بالحديث نزيد وننقص؟ قال: "لَيْسَ أَعْينكُمْ إِنَّما أَعْنِي الذِي يَكْذِبُ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً يطْلُبُ بِهِ شَيْنَ الإِسْلاَمِ". قالوا: يا رسول الله إنك قلت بين عيني جهنم، وهل لجهنم عينان؟ قال: "نَعَمْ أَمَا سَمِعْتُمْ الله تَعَالَى يَقُولُ إِذَا رَأتهُمُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ. فَهَلْ تَرَاهُمْ إِلّا بعَينَيْنِ". وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه الأحوص بن حكيم ضعّفه النسائي وغيره ووثَّقه العجلي ويحيى بن سعيد القطان في رواية.
قلت: هو في المعجم الكبير ٨/ ١٥٥. وقد أورده ابن الجَوْزي في الموضوعات من أجل محمَّد بن الفضل، الذي تأتي ترجمته، وقال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح, لأن محمَّد بن الفضل قد كذّبه يحيى بن معين والفَلّاس وغيرهما. وقال أحمد بن حنبل: ليس بشيء وإنما وضع هذا الحديث من في نيته الكذب. الموضوعات لابن الجوزي ١/ ٩٥، والحديث ضعيف جدًا ولكن أصله صحيح، ومحمد بن الفضل، الذي يدور عليه الحديث، متفق على تركه ونكارة حديثه؛ فقد قال أحمد بن حنبل: ليس بشيء حديثه حديث أهل الكذب، وقال الجَوْزجاني: كان كذّاباً، وقال عمرو بن علي: متروك الحديث كذّاب، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث تُرك حديثه، وقال مسلم والنسّائي وابن خراش: متروك الحديث، وقال ابن حبان: يروىِ الموضوعات عن الأثبات لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار، وقال ابن عدي: عامة حديثه مما لا يتابعه الثقات عليه، مات سنة ثمانين ومائة، وقال الحاكم أبو عبد الله: روي عن ابن إسحاق وداود بن أبي هند أحاديث موضوعة. ت ت ٩/ ٤٠١، التاريخ الكبير ١/ ٢٠٨، الضعفاء والمتروكون ٣٠٣ ديوان الضعفاء ٢٨٥، المجروحين ٢/ ٢٧٤.
الأَحْوَص بن حكيم الدّمشقي قال ابن معين: ليس بشيء، وقال علي بن المديني: وسمعت يحيى بن معين يقول: الأحوص صالح الحديث، وقال السَّعْدي: ليس بالقوي في الحديث، وقال النسائي: ضعيف، وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه وقد حدَّث عنه من الثقات مثل ابن عُيَيْنه وعيسى بن يونس ومروان الفَزاري وغيرهم وليس فيما يرويه شيء منكر إِلا أن يأتي بأسانيد لا يُتابع عليها: مختصر الكامل للمقريزي ل ٤٣ ب.
قلت: الحديث ضعيف من هذا الطريق الطريق محمَّد بن الفضل والأحوص بن حكيم.
وقد أورده ابن كثير عن رجل من أصحاب رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - بلفظ مماثل للفظ الذي أورده ابن العربي، تفسير ابن كثير ٣/ ٣٢٥. تفسير ابن جرير ١٨/ ١٨٦.
درجة الحديث ضعيف.
(٢) سورة الفرقان آية ١٢.

<<  <   >  >>