للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى البارىء تعالى فإهمالها باطل لاستحالة حدوث الشيء نفسه، ويستحيل أن تضاف إلى النائم باستحالة أن يخلقَ أو يكتسبَ، ويستحيل أن تضاف إلى الشيطان أو إلى الملك لما ثبت من الدليل أنه لا يفعَل أحد في غيره شيئًا إلا الله تعالى فدل على أن البارئ سُبحانه وتعالى هو الذي يخلق تلك الاعتقادات في قلبه، ولما خرجَت عن أصولِ المعتزلة عممت (١) في إنكارها فصدقتها آيات القرآن وأحاديثَ النبي- صلى الله عليه وسلم -. هذا منتهى تحقيق القاضي.

وأما الأستاذ فقال إن الإنسان إذا رأى وهو في المغرب شخصًا بالمشرقِ أو رأى نفسه عارجًا إلي العلوّ فهي أمثلة خلق الله تعالى لها إدراكًا في جزءِ لم تحله آفة جعله علامة على معاني ولذلك لا يري في منامه إلا ما يصح تقديره ولا يرى في المنام محالًا فإذا رأى الله أو رأى النبي- صلى الله عليه وسلم - فهي أمثلة. تصرّف له بمقدارِ حالِهِ, فإن كان موحدًا رآه حسنًا، وإن كانَ ملحدًا رآه قبيحًا، وهو أحد التأويلين في قوله - صلى الله عليه وسلم -: (رأيت ربي في أحسن صورة) (٢) ولقد


(١) في ك وم وت (غمغمت) والغمغمة الكلام الجر بيِّن قال ابن منظور الغمغمة والتغمغم الكلام الذي لا يبين وقيل هما أصوات الثيران عند الذعر أو أصوات الأبطال في الوغى عند القتال. لسان العرب ١٢/ ٤٤٤.
(٢) هذا الحديث رواه الترمذي من طريق عبد الرحمن بن عائش الحضرمي عن مالك بن يخامر السكسكي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: (احتبس عنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات غداة عن صلاة الصبح حتى عندنا نتراءى عين الشمس فخرج سريعًا فثوب بالصلاة فصلى رسول - صلى الله عليه وسلم - وتجوز في صلاته فلما سلم دعا بصوته قال لنا: على مصافكم كما أنتم ثم انفتل (أي أقبل) الينا ثم قال: أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة إني قمت من الليل فترضأت وصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي حتى استثقلت فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال يا محمَّد: قلت: لبيك رب، فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى فقلت: لا أدري، قالها ثلاثاً، قال: فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي فتجلى لي كل شيء وعرفت ...) ٣٢٣٥، وقال حسن صحيح وقال سألت محمَّد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال هذا حديث حسن صحيح.
ورواه الإِمام أحمد في المسند ٤/ ٦٦ من حديث عبد الرحمن بن عائش عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخرجه أيضًا ٥/ ٢٤٣.
وقد رواه الترمذي من طريق أبي قلابة عن ابن عباس وقال: أي الترمذي وقد ذكروا بين أبي قلابة وبين ابن عباس في هذا الحديث رجلاً وقد رواه قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجاج عن ابن عباس حديث (٣٢٣٣) ورواه أحمد في المسند ١/ ٣٦٨.
وهذه الرؤيا صوب جمع من الأئمة إنها رؤيا منامية فالحافظ ابن كثير يطلق عليه حديث المنام انظر تفسيره ٢/ ١٥١ ويقول في موضع آخر في سورة ص٤/ ٤٤ وهو حديث المنام المشهور ومن جعله يقظة فقد غلط وقد نبه رحمه الله إلى أن الاختصام المذكور في هذه الآية ليس هو الاختصام الوارد الذي في الآية الكريمة فهو في =

<<  <   >  >>