للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رضي الله عنه، في هذا الباب، بأصل بديع فقال: ترك الوضوء مما مست النار، ثم أدخل اختلاف الأحاديث، ثم أدخل عمل الخلفاء بترك الوضوء مما مست النار (١)، وهي مسألة من أصول الفقه إذا اختلفت الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فما عمل بها الخلفاء أرجح (٢)، وما روي أن النبيَّ، - صلى الله عليه وسلم -، قرِّب إليه خبزاً ولحماً فأكل منه ثم توضَّأ وصلَّى فحكاية (٣) حال وقضية عين ونقل صورة ولم يكن الوضوء من الأكل وإنما كان الوضوء من سببه الموجب له


= الجارود وقال: قال البهيقي صح في الوضوء من لحوم الإبل حديثان: حديث جابر بن سمرة وحديث البراء قاله أحمد بن حنبل وإسحاق. التلخيص: ١/ ١١٥ - ١١٦، قلت: وحديث جابر رواه مسلم في الحيض، باب الوضوء من لحوم الإبل ١/ ٢٧٥.
درجة الحديث: صحيح.
(١) الموطّأ: ١/ ٢٥.
(٢) انظر كتاب المحصول للشارح: ل/ ٦٥.
(٣) أبو داود: ١/ ٤٩، والترمذي من طريق محمَّد بن عقيل سمع جابراً قال سفيان وحدثنا محمَّد بن المنكدر عن جابر قال: "خَرَجَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وأَنَا مَعَهُ، فَدَخَلَ عَلى امْرأَةٍ مِنَ الَأنْصَارِ فَذَبَحَتْ لَهُ شَاةً فَأَكَلَ، وأَتَتْهُ بِقَنَاعٍ مِنْ رَطْبٍ فَأَكَلَ مِنْهُ ثُمَ تَوَضَّأ وَصَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ، فَأَتَتْهُ بِعَلَالَةٍ مِنْ عَلَالَةِ الشَّاةِ فَأَكَلَ ثُمَّ صَلَّى العَصْرَ وَلَمْ يَتوَضَّأ". الترمذي: ١/ ١١٦ والموطّأ: ١/ ٢٧ مرسلًا والنسائي: ١/ ١٠٨ مختصراً، وابن ماجة ١/ ١٦٤ بلفظ. أكَلَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وأَبو بَكْرٍ وَعُمَرَ خُبزاً وَلَحْماً وَلَمْ يَتوَضَّأ، وقال الشيخ محمَّد فؤاد عبد الباقي قال في الزوائِد رجال الإسناد ثقات، ورواه عبد الرزاق في المصنف: ١/ ١٦٥، وأبو داود الطيالسي منحة المعبود -١/ ٥٨ كلهم من حديث جابر بن عبد الله، وقال الشيخ أحمد شاكر، في تعليقه على رواية الترمذي: هذا حديث صحيح ليست له علة، وقد حاول بعضهم أن يعلله فنقل البيهقي في المعرفة أنه قال لم يسمع ابن المنكدر هذا الحديث من جابر إنما سمعه من عبد الله بن محمَّد بن عقيل عن جابر وهو مردود برواية ابن جريج عند أحمد. انظر الفتح الرباني: ٢/ ١٠٣ وأبي داود: ١/ ٤٩، قال أخبرني محمَّد بن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله يقول: "قُرِّبَ لَلْنَّبيِّ، - صلى الله عليه وسلم -، خُبْزا وَلَحْما فَأكَلَ ثُمَّ دَعَا بِوُضُوءٍ فَتَوَضَأَ بِهِ ثُمَ صلَّى الظّهْرَ ثُمَّ دَعَا بِفَضْلِ طَعَامِهِ فَأَكَلَ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ" والبيهقي في السنن ١٠/ ١٥٤ - ٥٥.
ونقل الشوكاني عن النووي قوله: حديث جابر حديث صحيح روه أبو داود، والنسائي وغيرهما من أهل السنن بأسانيدهم الصحيحة، وقال الحافط: يشهد لأصل الحديث ما أخرجه البخاري في الصحيح عن سعيد بن الحارث قلت لجابر. الوضوء مما مست النار؟ قال. لا.
وللحديث شاهد آخر من حديث محمَّد بن مَسْلمة أخرجه الطبراني في الأوسط ولفظه "أكَلَ آخِرَ أمْرِهِ لَحْماً ثُمَ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأَ". نيل الأوطار ١/ ٢٤٧.
درجة الحديث: صحيح بالنظر إلى مجموع طرقه.

<<  <   >  >>