للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثلَاثُونَ آيَةً" (١)، وتعديد الآي من معضلات القرآن وقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم -, من حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، أنه قال: "فَقَرَأ الْعَشْرَ الآيَاتِ الخَوَاتِمَ مِنْ سورَةِ آلِ عِمْرَانَ" (٢). ومن آيات القرآن طويل وقصير ومنها ما ينقطع، ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلام، ومنه ما يكون في أثنائِهِ كقوله: أنعمت عليهم، على مذهب أهل المدينة، فإنهم يعدّونها آية وينبغي أن تعول في ذلك على نقل السلف وما تقلدوه.

حديث: "قَسَمْتُ الْصلاَةَ بَيْني وَبَيْنَ عَبْدِي" إلى آخره قوله يقول الله: "حَمِدَنِي عَبْدِي وَأَثْنَى وَمَجَّدَ". التمجيد ثناء وتحميد، والثناء حمد وتمجيد، وكل واحد منهما يعبِّر به عن صاحبه ولكنه خص كل واحد منهما بمعناه الأخص. فخصيصة الحمد التمجيد، فهو أعظم صفات الثناء لأنه يتضمن الثناء بما هو المثني عليه في ذاته، وبما صدر عنه من فعله. والثناء هو ذكر محاسن أفعاله، والتمجيد هو الإخبار عن صفاته التي فيها العلو والعظمة, لأن المجد هو نهاية الشرف {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (٣) والصفات العلى والأفعال التي لا تدانى فهو المحمود، ومنه إفاضة النعمة ابتداء، وإقالة العثرة وحسن التدارك بعد الزلَّة، وذلك كله مصدره الرحمة وله أن يهلك الخلق بأجمعهم وأن يحسن


(١) أخرجه أبو داود ٢/ ١١٩، والترمذي ٥/ ١٦٤، وقال: حديث حسن، وابن ماجه ٢/ ١٢٤٤، وأحمد، أنظر الفتح الرباني ١٨/ ٣١٥، والحاكم في المستدرك ٢/ ٤٩٧ - ٤٩٨، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي وابن حبان. انظر موارد الظمآن ص ٤٣٨.
وأورده ابن كثير في تفسيره ٧/ ٦٦ والسيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٤٦ وعزاه المنذري للنسائي الترغيب والترهيب ٢/ ٣٧٧. كلهم من طريق أبي هُرَيْرَة.
درجة الحديث: حسّنه الترمذي وصححه الحاكم والذهبي وابن العربي في العارضة ١١/ ١١٩ فقد قال: إسناد حديث سورة الملك في الجملة صحيح وأنها تجادل عن صاحبها وإن كان أبو عيسى قد حسن كل ما روي فيه.
(٢) الحديث متفق عليه. أخرجه البخاري في كتاب الوضوء باب قراءة القرآن عند الحدث وغيره ١/ ٥٦ وفي كتاب الأذان باب إذا قام الرجل عن يسار الإِمام فحوله الإِمام إلى يمينه لم تفسد صلاتهما ١/ ١١٧وفي كتاب اللباس باب الذوائب ٧/ ١٤٠ ومسلم كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه ١/ ٥٢٦ - ٥٢٧.
قال: "بِتَّ لَيْلَةً عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ فَقَامَ النَّبِيُّ، - صلى الله عليه وسلم -، مِنَ الليْلِ فَأتى حَاجَتَهُ ثُمّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ ثُمَّ نَامَ ثمَ قَامَ فَأتَى القُرْبَةَ. فَتَوَضَّأ .. ".
(٣) سورة الأعراف آية ١٨٠.

<<  <   >  >>