للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وليجعل بينه وبين سترته من المسافة مقدار ما يحتاج لسجوده ولا يتأخر عنها تأخرًا كثيرًا، ولا يتقدم إليها كثيرًا حتي إذا أراد أن يسجد تأخر عنها لأن ذلك عمل في الصلاة، وقد رأيت بعض الغافلين ممن ينتصب للتعلم (١) يفعل ذلك وهي جهالة فمتى تركها خالية بمقدار السجود فأراد شيء أن يمرّ بينه وبينها فليمنعه.

كَانَ النَّبِيُّ، - صلى الله عليه وسلم -، يُصلِّي فَأَرَادَتْ شَاةٌ أن تَمُرَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السُتْرَةِ فَدارَأَهَا حَتَي ألصَقَ بَطْنَهَا (٢) بِالْحَائِطِ فَمَرَّتْ مِنْ وَرَائِهَا (٣). وكذلك يفعل بكل ما يدارئه ويدافعه بعد أن يعتذر إليه بالغمز والإشارة. رواه أشهب (٤) عن مالك، رضي الله عنه (٥).

مسألة أصولية: قال النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -: "فَإِنَّمَا هوَ شَيْطَانٌ" (٦) وليس الشيطان آدمياً ولا


وأما التي في متنه فهي أن أبا علي بن السكن رواه في سننه وقال: أخرج هذا الحديث أبو داود من رواية علي بن عياش عن الوليد بن كامل فغير إسناده ومتنه. نصب الراية ٢/ ٨٤، والحديث رواه ابن عدي في الكامل ٧/ ٢٥٤١. ترجمة الرجال الذين تكلم فيهم في هذا الإِسناد:
- الوليد بن كامل بن معاذ، أبو عبيدة الشامي، لين الحديث. ت٢/ ٣٢٥ وقال ت ت ١١/ ١٤٧ قال البخاري عنده عجائب، وقال النسائي في الكنى أنا إبراهيم ابن يعقوب أنا علي بن عياض، ثنا أبو عبيد الوليد ابن كامل وكان من علية الناس ثقة وذكره ابن حبان في الثقات. وانظر الكامل لابن عدي ٧/ ٢٥٤١ فقد قال عنه عنده عجائب.
- المهلب بن حجر الهمداني شامي مجهول ت ٢/ ٢٧٩، وانظر ت ت ١٠/ ٣٢٩.
- ضباعة بنت المقداد بن الأسود، ويقال ضبيعة بنت المقدام بن معد يكرب لا تعرف ت ٢/ ٦٠٤ وانظر ت ت ١٢/ ٤٣٢.
درجة الحديث: ضعيف لجهالة المهلب وضباعة، والله أعلم.
(١) في (ك) و (م) للتعليم.
(٢) في (ك) و (م) بطنه وهو الصواب.
ويؤيده رواية أبي داود في سننه ١/ ١٨٨ فما زال يدارئها حتي لصق بطنه بالجدار، وفي رواية أحمد: يقول الراوي حتى نظرت إلى بطن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد لصق بالجدار ومرت من خلفه. انظر الفتح الرباني٣/ ١٣٧. ورواه البزار. انظر كشف الأستار عن زوائد البزار ١/ ٢٨٢ - ٢٨٣.
(٣) رواه أبو داود ١/ ١٨٨ , وأحمد. أنظر الفتح الرباني ٣/ ١٣٦ - ١٣٦كلاهما من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وهما صدوقان، كما قال الحافظ في ت ت.
درجة الحديث. حسن.
(٤) تقدم.
(٥) قول أشهب: هذا لم أجده في الموطأ ولا المدونة، وهو في التاج والإكليل علي مختصر خليل بهامش الحطاب ١/ ٥٣٣.
(٦) تقدم ص ٣٣٩.

<<  <   >  >>