للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الْقُنُوتُ في الصُّبْحِ (١) وَالظُّهْرِ (٢) والْمَغْرِبِ (٣) وَالْعِشَاءِ).

وثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قنت قبل الركوع وبعد (٤) الركوع، ورأى أحمد ابن حنبل أن قنوت النبي - صلى الله عليه وسلم -، إنما كان لسبب فيما كان ينزل بالمسلمين، والأحكام إذا كانت معلَّقة بالأسباب زالت بزوالها (٥)، ورأى مالك، رضي الله عنه، والشافعي أن ذلك من كلب العدو ومقارعته معنى دائم فدام القنوت بدوامه، ونظروا أيضًا إلى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - , وإن كان ثبت عنه القنوت في الصلوات فالذي استمر عليه عمله القنوت في الصبح (٦) فقصره علماؤنا على ما استمر عليه.


في جميع الصلوات المكتوبة وإلا فلا.
شرح النووي على مسلم ٢/ ١٧٦، وانظر الروضة ١/ ٣٣٠.
(١) مسلم كتاب المساجد باب استحباب القنوت في جميع الصلوات إذا نزلت بالمسلمين نازلة ١/ ٤٦٦ من حديث أبي هُرَيْرَة وأبي داود ٢/ ١٤٢.
(٢) ومن حديث أبي هُرَيْرَة أيضًا أنه قنت في الظهر والعشاء الأخيرة وصلاة الصبح ١/ ٤٦٨ ومن حديث أنس في صلاة الصبح ١/ ٤٦٨، وأبي داود ٢/ ١٤١.
(٣) وقع في مسلم في نفس الباب عن البراء بن عازب أنه قنت في الصبح والمغرب ١/ ٤٧٠، وفي البخاري من حديث أنس كان القنوت في المغرب والفجر. البخاري في الوتر باب القنوت قبل الركوع وبعده ٢/ ٣٢ وأبو داود ٢/ ٦٨.
(٤) مسلم كتاب المساجد باب استحباب القنوت في جميع الصلوات ١/ ٤٦٨ - ٤٦٩ من حديث أنس بن مالك قال: قَنَتَ رَسُولُ الله، صَلى الله عَلَيْهِ وسلَّمَ في صَلَاةِ الصُّبْحِ بَعْدَ الرّكُوعِ بِيَسِيرٍ. ومن حديث عاصم عن أنس قال: سأله عن القنوت قبل الركوع أو بعد الركوع؟ فقال. قبل الركوع.
(٥) أقول: رجّح الحافظ ابن حجر مذهب أحمد فقد قال في الدراية ١/ ١٩٥: يؤخذ من جميع الأخبار أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، كان لا يقنت إلا في النوازل، وقد جاء ذلك صريحًا. فعند ابن حبان عن أبي هُرَيْرَة كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يقنت في الصبح إلا أن يدعو لقوم أو على قوم، وعند ابن خزيمة عن أنس مثله وإسناد كل منهما صحيح، وحديث أبي هرَيْرَة في الصحيحين بلفظ (إِنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، كَانَ إذا أرادَ أن يَدْعُوَ عَلَي أحدٍ أو لأحَدٍ قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوع حَتَّى أنْزَلَ الله {لَيْسَ لَكَ مِنْ الأمْرِ شَيْءٍ} وأخرج ابن أبي شيبة من حديث علي أنه لما قنت في الصبح أَنكر الناس عليه ذلك فقال إنما استنصرنا على عدونا.
(٦) روى أحمد في المسند عن أنس قال: مَا زَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -, يِقْنَتُ في صَلاَةِ الصُّبْحِ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيا. انظر الفتح الرباني ٤/ ٣٠٢.
ورواه البزار، انظر كشف الأستار ١/ ٢٦٩ وزاد: وأبو بكْرٍ حتَّى ماتَ وعُمَرُ حتَّى ماتَ. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٢/ ١٣٩ ورجاله موثوقون، ورواه البغوي في شرح السنة ٣/ ١٢٤، وعزاه للحاكم وقال إسناد هذا الحديث حسن. والدارقطي ٢/ ٣٩، والبيهقي في السنن ٢/ ٢٠١ كلهم من حديث أبي جعفر =

<<  <   >  >>