للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجمعة) (١) على المنبر فجلس قبل أن يركع (قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تَجْلِسَ (٢)) (٣). ذهب (٤) (ش) (٥) إلى أن ذلك فضيلة، وقال مالك، رضي الله عنه، ذلك مكروه وهو الصحيح؛ لأن في صلاته انشغالاً عن خطبة الإِمام، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصحيح: (إِذا قُلْتَ لِصاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَة وَالإمَامُ يَخْطُبُ أَنْصِتْ فَقَدْ لَغَوْتَ) (٦).

فإذا منعه بحرمة الخطبة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو فرض فأولى وأحرى أن يمنعه عن تحية المسجد وهي فضل.

الحديث (٧) الذي أوردناه آنفًا كان الرجل سليكا الغطفاني (٨) دخل وهو في هيئة بذة (٩)، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم -، أن يقوم فيصلي حتى يراه الناس فلعلهم أن يعودوا عليه من فضل الله عندهم (١٠).


(١) ليست في (م).
(٢) زيادة من (ك) و (م) وقال: إذا جَاءَ أَحدكُمُ وَالإِمامُ يَخْطُبُ فَلْيَرْكَعْ رَكْعتينِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ.
(٣) متفق عليه البخاري في الجمعة باب من جاء والإِمام يخطب صلى ركعين خفيفتين٢/ ١٥ ,وباب إذا رأى الإِمام رجلًا وهو يخطب أمره أن يصلي ركعين، ومسلم في الجمعة باب التحية والإِمام يخطب٢/ ٥٩٦ , والترمذي٢/ ٣٨٤ - ٣٨٥، وأحمد في المسند ٣/ ٢٩٧ و ٣١٦ ,٣١٧ و ٣٨٩، والبغوي في شرح السنة ٤/ ٢٦٣ , وأبو داود ١/ ٢٩١ كلهم من حديث جابر.
(٤) في (ك) فذهب.
(٥) انظر روضة الطالبين للنووي ٢/ ٣٠.
(٦) متفق عليه البخاري في الجمعة باب الإِنصات يوم الجمعة والإِمام يخطب ٢/ ١٥ - ١٦، ومسلم في الجمعة باب الإِنصات يوم الجمعة ٢/ ٥٨٣، والموطأ ١/ ١٠٣ والبغوي في شرح السنة ٤/ ٢٥٨، وأبو داود ١/ ٢٩٠ , والترمذي ٢/ ٣٨٧، وابن ماجه ١/ ٣٥٢، كلهم من حديث أبي هُرَيْرَة.
(٧) في (ك) والحديث.
(٨) سليك بن عمرو الغطفاني وقيل بن هدبة الذي جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، يخطب تجريد اسماء الصحابة للذهبي ١/ ٢٣٥ وقد جاء مسمى في هذه القصة عند مسلم من رواية الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر، مسلم في كتاب الجمعة باب التحية والإِمام يخطب ٢/ ٥٩٧.
(٩) قال البغوي: أي رثّ الهيئة، يقال رجل باذ الهيأة وفي هيئته بذاذة وبذة ... وهي الرثاثة وترك الزينة.
شرح السنة ٤/ ٢٦٥ - ٢٦٦.
(١٠) ورد عند النسائي من حديث أبي سَعِيدٍ الخِدْرِي يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمْعَةِ وَالنَبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - , يَخْطُبُ بِهَيْئَةٍ بَذَّةٍ فَقَالَ لَه رَسولُ الله، - صلى الله عليه وسلم -، أَصَلَّيْتَ؟ قَالَ. لَا. قَالَ: صَلِّ رَكْعتينِ، وَحَثَّ النَّاسَ عَلَى الصَّدقَةِ فَأَلْقَوْا ثِيَابًا فَأَعْطَاهُ مِنْهَا ثَوْبَيْنِ فَلَمَا كانَتِ الْجُمُعَة الثَّانِيَة جَاءَ رَسُولُ الله، - صلى الله عليه وسلم - يَخْطَبُ فَحَثَّ النَّاسَ عَلَى الصدقَةِ قَالَ فَأَلقي أَحَدَ ثَوْبَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ الله، - صلى الله عليه وسلم -، جَاءَ هذَا فِي يَوْمِ الْجُمعَةِ بِهَيْئَةٍ بَذةٍ فَأَمَرْتُ النَّاس بالصَّدقَةِ

<<  <   >  >>