للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنها حديث سهل بن أبي حثمة (١) فذكر مثل ما تقدم لكنه قال: إِنَّ الطَّائفَة الأُوْلى لَمَّا قَضَتِ الْرَّكعَة سَلَّمُوا وانْصَرَفُوا وَالإِمَامُ قَائمٌ.

والطائفة الثانية صَلَّتْ مَعِ النَّبِيِّ، - صلى الله عليه وسلم -، رَكْعَةً ثُمَّ سَلَّمَ النَبِيُّ، - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ قَضوْا بَعْدَ سَلَامِهِ.

ومنها حديث ابن عمر فذكر أنَّهُمْ كَانُوا طَائِفَتَيْنِ فيُصلِّي الإِمَامُ بِطَائِفَةٍ رَكْعَةً ثُمَّ يَسْتَأْخِرُونَ، وَتَأْتِي الطَّائِفةُ الأُخْرَى فَيُصَلُّونَ مَعَهُ رَكْعَةً ثُمّ يَنْصرِفُ الْإمَامُ، وَقَدْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وُيسَلِّمُ ثُمَّ تَقُومُ الطَّائفَتَانِ فَيُصَلُّونَ لأَنْفسِهِمْ رَكْعَةً رَكْعَةً (٢).

ومنها ما أخرجه البخاري عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيّ، - صلى الله عليه وسلم -، صَلَّى بِالطَّائفَةِ الأوْلَى الَّتِي كَانَتْ مَعَهُ رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ، حسب (٣) ما تقدم.


(١) رواه مالك في الموطأ ١/ ١٨٣ عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن صالح ابن خوات أن سهل بن أُبي حثمة حدثه (أنَّ صَلاَةَ الْخَوْفِ أن يَقُومَ الإِمَامُ وَمَعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ أصْحَابِهِ وَطَائِفَةٌ مُوَاجِهَةٌ لِلْعَدُوِّ ..).
وقد نقل السيوطي عن ابن عبد البر قوله: هذا الحديث موقوف على سهل في الموطّأ عند جماعة الرواة عن مالك ومثله لا يقال بالرأي، وقد روي مرفوعًا مسندًا لهذا الإسناد عن القاسم بن محمد عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة عن النبي، - صلى الله عليه وسلم - تنوير الحوالك ١/ ١٩٢.
والحديث متفق عليه. فقد أخرجه البخاري بالإسناد الذي ذكر ابن عبد البر في المغازي باب غزوة ذات الرقاع ٥/ ١٤٥ - ١٤٦.
ومسلم: في كتاب صلاة المسافرين باب صلاة الخوف ١/ ٥٧٥، وأبو داود ٢/ ٣٠، والترمذي ٢/ ٤٥٦، وقال: هذا حديث صحيح لم يرفعه يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد، وهكذا رواه أصحاب يحيى بن سعيد موقوفًا ورفعه شعبة عن القاسم بن محمد.
قال الشيخ أحمد شاكر: والمرفوع صحيح أيضًا لأن شعبة ثقة حافظ حجة فرفعه إياه مقبول محتج به. انظر تعليقه على سنن الترمذي ٢/ ٤٥٦.
(٢) متفق عليه. البخاري في المغازي باب غزوة ذات الرقاع ٥/ ١٤٦، وفي صلاة الخوف ٢/ ١٧ - ١٨، وتفسير سورة البقرة باب قوله: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} ٦/ ٣٨، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين باب صلاة الخوف ١/ ٥٧٤، وأبو داود ٢/ ٣٥، والترمذي ٢/ ٤٥٣، والنسائي ٣/ ١٧١.
(٣) البخاري في تفسير سورة البقرة باب قوله: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} ٦/ ٣٨، والموطّأ ١/ ١٨٤، وابن ماجه ١/ ٣٩٩، وشرح السنة ٤/ ٢٧٧ - ٢٧٨ كلهم (عَنْ نَافِعٍ أن عبدَ اللِه بْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ صلاَةِ الْخَوْفِ قالَ يَتَقَدَّمُ الإِمَامُ وَطَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ فَيُصَلِّي بِهِمُ الإِمَامُ رَكْعَةً وَتكُونُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعَدُوِّ لَمْ يُصلُّوا ..). قال مالك: قال نافع: لا أرى عبد الله بن عمر حدثه إلا عن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -. وقال ابن عبد البر: رواه عن نافع جماعة ولم يشكوا في رفعه منهم ابن أبي ذئب وموسى بن عقبة وأيوب بن موسى، ورواه الزهري عن سالم عن ابن عمر مرفوعًا، ورواية موسى بن عقبة - صلى الله عليه وسلم - نافع في الصحيحين، وكذا فيهما =

<<  <   >  >>