للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروي أيضاً عن جابر مثله (إلا أنه قال فيه أنه: لَمَّا سَجَدَتِ الطَّائفَةُ الأوْلَى معَهُ جَاءَتِ الطَّائفَةُ الأُخْرَى وَسَجَدَتْ أَيْضًا ثُمَّ عَادَتْ إِلَى مَكَانِهَا ثُمَّ رَكَعَ بِالطَّائفَة الأوْلَى الرَّكْعَةَ الثَّانِيَةَ وَسَجَدَ بِهِمْ سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ جَاءَتِ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى فَسَجَدَتُ ثُمَ سَلَّمُوا جَمِيعًا) (١).

ومنها ما روى مسلم عن جابر أن النبي، - صلى الله عليه وسلم - (صَلَّى بِكُلِّ طَائِفةٍ (٢) رَكْعَتَيْنِ) (٣).

وروى أبو داود عن حذيفة أن النبي، - صلى الله عليه وسلم - (صَلَّى بِكُلِّ طَائِفَةٍ رَكْعَةً رَكْعَةً ثُمَّ سَلَّمَ وَلَمْ يَقْضُوا) (٤).

ثم تحزب الناس فيما روي من الأخبار في صلاة الخوف، فمنهم من قال صلاة الخوف مخصوصة بالنبي، - صلى الله عليه وسلم - لقوله تعالى {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ} (٥) قاله أبو يوسف (٦).

قلنا: لم يذكر قول النبي، - صلى الله عليه وسلم -، فيهم على أنه شرط إنما ذكر على أنها صفة حال، والدليل عليه أنّ في يوم الخندق فاته الظهر والعصر فلم يصليهما حتى غابت الشمس.

ومنهم من قال: المعمول به من هذه الأخبار ما وافق القرآن وذلك في قوله تعالى


= رواية سالم عن أبيه، ورواه عبيد الله بن عمر عن نافع ابن عمر مرفوعًا كله بغير شك. أخرجه ابن ماجه بإسناد جيد. شرح الزرقاني ٢/ ٣٧٢.
(١) متفق عليه. البخاري في المغازي باب غزوة ذات الرقح ٥/ ١٤٧، ومسلم في صلاة المسافرين باب صلاة الخوف ١/ ٥٧٦، والنسائي ٣/ ١٧٥، وابن خزيمة ٢/ ٢٩٥.
(٢) مسلم كتاب المسافرين باب صلاة الخوف ١/ ٥٧٦.
(٣) في (ك) و (م) فصارت للنبي، - صلى الله عليه وسلم -، أربع ركعات ولكل طائفة ركعتان.
(٤) أبو داود ٢/ ٣٨، والنسائي ٣/ ١٦٨، والحاكم ١/ ٣٣٥ وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقره الذهبي ورواه أحمد. انظر الفتح الرباني ٧/ ٦، والبيهقي في السنن ٣/ ٢٦١ - ٢٦٢، والطحاوي في معاني الآثار ١/ ٣١٠، وقال فيه صاحب عون المعبود محمد شمس الحق أبادي: رجال إسناده رجال الصحيح عون المعبود ٤/ ١٢٣.
درجة الحديث: صحّحه الحاكم والذهبي وصاحب عون المعبود وعبد القادر الأرناؤوطي في تعليقه على جامع الأصول ٥/ ٧٤٤ ونقل السيوطي عن الإِمام أحمد قوله: أحاديث صلاة الخوف صحاح كلها. شرح السيوطي للنسائي ٣/ ١٦٨.
(٥) سورة النساء آية ١٠٢.
(٦) انظر شرح فتح القدير لابن الهمام ١/ ٤٤٣، والبناية على شرح الهداية ٢/ ٩٣٢، فقد قال العيني وأجاب الجمهور في الرد عليه بما فعله الصحابة، رضي الله عنهم، بعده عليه السلام وأن سببها الخوف وهو يتحقق بعده كما في حياته.

<<  <   >  >>