للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد قال بعض الناس إن طعام الجنة إذا أراده العبد خلق الله تعالى مثله في البطن، وليس كذلك بل يقوم ويقطعه ويأكله ويخلق مثله (١)، وقد بيَّنَا ذلك في موضعه.

وقوله (وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أهلِهَا النِّسَاءُ).

إن الله، عَزَّ وَجَلَّ، خلق الجنة وخلق لها أهلاً، وخلق النار وخلق لها أهلاً، ثم يسّر كل أحد لما خلقه له ويسّره لعمل يؤديه إليه وجبله عليه، فخلق المعصية في النساء أكثر، ونقصان الجبلة فيهن أوفى. وبيَّن في الحديث أن العبد يدخل النار بالمعاصي وإن كان معه الإيمان رداً على المرجئة.

وقد بيَّنَّاه في موضعه، وذكر عذاب القبر، وهو أصل من أصول السنة لا ينكره إلا غبيّ أو ملحد، نص الله تعالى عليه في القرآن (٢) وذكره النبي، - صلى الله عليه وسلم -، في أحاديث


= قَالَ أوَمَا تعَشَّيْتُمْ قَالَتْ أبَوْا حَتَّى تَجِيءَ قَدْ عُرِضُوا فَأبوْا .. قَالَ وَأيم الله مَا كُنَّا نَأخُذُ مِنْ لُقْمَةٍ إلَّا ربا مِنْ أسْفَلِهَا أَكْثَرَ مِنْهَا قَالَ يَعْنِي حَتَّى شَبِعُوا وَصَارَتْ أكثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْل ذلِكَ فَنَظَر إِلَيْهَا أبُو بَكْرٍ فإِذَا هِيَ كَمَا هِيَ أو أكثَرَ مِنْهَا ..).
البخاري كتاب الموأقيت باب السمر مع الضيف ١/ ١٥٦ - ١٥٧ ومسلم في كتاب الأشربة باب إكرام الضيف وفضل إيثاره ٣/ ١٦٢٧ - ١٦٢٨.
(١) رواه الطبراني في معجمه الكبير ٢/ ١٠٠ من طريق ريحان بن سعيد عن عباد ابن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال: (قَالَ رَسُول اللِه - صلى الله عليه وسلم -، إنَّ الرَّجُلَ إِذَا نَزَعَ ثَمَرَةً مِنَ الجَنَّةِ عَادَتْ مَكَانَها أُخْرَى).
والحديث فيه ريحان بن سعيد بن المثنى السامي، بالمهملة، الناجي، بالنون والجيم، أبو عصمة البصري، صدوق ربما أخطأ من السادسة. مات سنة ثلاث أو أربع ومائتين. ت ١/ ٢٥٥، وقال الحافظ في ت ت ٣/ ٣٠١ قال العجلي ريحان الذي يروي عن عباد منكر الحديث، وقال البرديجي: فأما حديث ريحان عن عباد عن أيوب عن أبي قلابة فهي مناكير، وقال ابن قانع ضعيف.
وقال الآجري: سألت أبا داود عن ريحان بن سعيد فكأنه لم يرضه. سؤالات الآجري ٢٣٥. وانظر الجرح والتعديل ١/ ٢/ ٥١٧ تهذيب الكمال ٣/ ٢٣ ميزان الاعتدال ٢/ ٣٧٦ - ٣٧٨، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ١٠/ ٤١٤، رواه الطبراني والبزار ورجال الطبراني. وأحد إسنادي البزار ثقات وقال ابن كثير في نهاية البداية ٢/ ٤٢٧ قال الحافظ الضياء: عبّاد تكلم فيه بعض العلماء.
درجة الحديث: ضعيف.
(٢) {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (٤٥) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (٤٦)} [غافر آية ٤٥ - ٤٦]، وقوله: {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (٤٥) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤٦) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٤٧)} [الطور: ٤٥ - ٤٧].

<<  <   >  >>