للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تجادل تدافع عنه بالحجة، يعني لمن أراده من الملائكة بالعذاب، وقد روي عن عبد الله ابن مسعود، رضي الله عنه، أنه قال (إِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ في قَبْرِهِ أُتِيَ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ فَتَمْنَعُ مِنْهُ سُورَةُ الْمُلْكِ، وُيؤْتَى مِنْ قِبَلِ بَطنِهِ فَتَمْنَعُ مِنْهُ سُورَةُ الْمُلْكِ، وُيؤْتَى مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ فَتَمْنَعُ مِنُهُ) (١) كأنه يقول والله أعلم:

تقول الرجلان علي كان يقوم بها، وتقول البطن فيَّ وعائها، ويقول الرأس فيَّ كان يتلوها. وهذه خصيصة جعلها الله تعالى فيها لما تضمَّنت من المعاني في التوحيد، فإنها مجردة للتوحيد ليس فيها حكم، والتوحيد موجب للنعيم منجٍ من العذاب المقيم، ولذلك لما سمع النبي، - صلى الله عليه وسلم -، رجلاً يقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} قال: (وُجِبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ) (٢).


= صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، والبغوي في شرح السنة ٤/ ٤٧٣، وابن حبان. انظر موارد الظمآن ص ٤٣٨، كلهم عن أبي هُرَيْرَة.
أقول: الحديث فيه عباس الجُشَمي، بضم الجيم وفتح المعجمة، يقال اسم أبيه عبد الله، مقبول من الثالثة/ع ت ١/ ٤٠٠ وقال في ت ت ٥/ ١٣٥: روى عن عثمان وأبي هُرَيْرَة، وعنه قتادة وسعيد الجريري. ذكره ابن حبان في الثقات خرَّجوا له حديثاً واحداً في فضل سورة تبارك.
درجة الحديث: ضعيف.
(١) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٧/ ١٢٨ وعزاه للطبراني، وقال فيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه ضعيف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
أقول: عاصم قال عنه الحافظ صدوق له أوهام، حجة في القراءة، وحديثه في الصحيحين مقرون من السادسة. ت ١/ ٣٨٣ وقال في ت ت ٥/ ٣٩: وثقه ابن سعد وأحمد والعجلي وأبو زرعة وابن معين وابن حبان، وقال الذهبي في الميزان ٢/ ٣٥٧: هو حسن الحديث.
درجة الحديث: أرى أنه حسن لتحسين الذهبي لحديث عاصم، والله أعلم.
(٢) الموطّأ ١/ ٢٠٨، والترمذي ٥/ ١٦٧ - ١٦٨ وقال حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث مالك بن أنس والنسائي ٢/ ١٧١، والحاكم في المستدرك ١/ ٥٦٦ وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وكذا قال الذهبي: يقول أبو هريرة (أقبَلْت مَعَ رَسُولِ الله، - صلى الله عليه وسلم -، فَسَمِعَ رَجُلاً يَقْرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} فَقَالَ رَسُولُ الله، - صلى الله عليه وسلم -: وَجَبَتْ ..)
درجة الحديث: صحيح.

<<  <   >  >>