للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بظاهره ومن قدر على تأويله بفضل علمه فليقل إنه خرج مخرج الحث على البر بالآباء في قضاء ديونهم عند عجزهم والصدقة عنهم بعد موتهم وصلة أهل ودهم.

وقد قال سعد (١) للنبي - صلى الله عليه وسلم -: (إِنَّ أمَّي (٢) افْتلِتَتْ (٣) نَفسُها وإنَّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ (٤)) الحديث.

وأما سننه فهي ثلاث عشرة سنة: إفراد الحج، وترك التمتع، والإحرام من الميقات، وطواف القدوم، وركعتا الطواف، والمبيت بمنى يوم التروية، والجمع بعرفة، والمبيت بالمزدلفة، ورمي الجمار، وتأخير رميها، والحلق أو التقصير، وتأخير الطواف يوم النحر أو أيام التشريق، والمبيت ليالي الرمي بمنى. فهذه سننه التي يجب بتركها الدم عند علمائنا في تفصيل طويل وما عدا هذا من السنن فإنها أركان وفضائل. فالأركان منها التي لا يجزي إلا فعلها وهي أربعة: الإحرام وهو النية، والطواف، والوقوف بعرفة، والسعي باختلاف بين العلماء.

وبرواية ضعيفة عندنا. وقال ابن الماجشون (٥): رمي جمرة العقبة وحدها ركن،


(١) سعد هو ابن عبادة بن دليم بن حارثة، سيد الخزرج، أبو ثابت الساعدي، نقيب بني ساعدة. شهد بدراً عند ابن الكلبي والواقدي والمدايني ولم يذكره ابن عقبة ولا ابن إسحاق وكان أحد الأجواد. تجريد أسماء الصحابة للذهبي ١/ ٢١٥، والإصابة ٣/ ٦٥ - ٦٦، وفتح الباري ٣/ ٢٥٥ و ٥/ ٣٨٩.
(٢) عمرة بنت مسعود بن قيس، يقال أم سعد بن عبادة، ويقال أم سعد ابن زيد ابن مالك النجاري، أختها عمرة الصغرى زوجة أوس بن يزيد بن أصرم، وأختها عمرة الثالثة امرأة أبي حسان بن ثابت، وأختهن عمرة الرابعة هي والدة سعد ابن عبادة، توفيت سنة خمس، وأختهن غمرة الخامسة والدة قيس بن عمرو. ذكر ابن سعد أن الخمسة أسلمن وبايعن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -. تجريد أسماء الصحابة للذهبي ٢/ ٢٨٩، والإصابة ٨/ ٣٣.
(٣) بضم المثناة وكسر اللام، أي سلبت على ما لم يسم فاعله يقال أقتلت فلان أي مات فجأة وآقتلتت نفسه
كذلك. فتح الباري ٣/ ٢٥٥.
(٤) متفق عليه. أخرجه البخارى في الجنائز باب موت الفجاة البغتة ٢/ ١٢٧، وفي كتاب الوصايا باب ما يستحب لمن يتوفى فجأة ان يتصدقوا عنه ٤/ ١٠، ومسلم في الزكاة باب وصول ثواب الصدقة عن الميت إليه ٢/ ٦٩٦، وفي كتاب الوصية باب وصول ثواب الصدقات إلى الميت ٣/ ١٢٥٤، وشرحِ السنة ٦/ ١٩٩ كلهم (عَنْ عَائِشةَ أنَّ رَجُلاً قَالَ لِلْنَّبِيّ، - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ أُمي اقْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وَأرَاهَا لَوْ تَكَلَّمتْ تصَدَّقَتْ ..).
(٥) تقدمت ترجمته.

<<  <   >  >>