للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَرَضُهَا وَالْعَجْفَاءُ الَّتِي لاَ تُنْقِي) (١)، وقد اختلف العلماء في هذا الحديث فقال ابن الجلاب (٢) والقاضي أبو الحسن (٣) بن القصار: هذه العيوب لا تجزئ في الضحايا وما سواها يجزئ وهذا قول غريب، ولا أعجب ممن يلحق بالأعيان الأربعة في الربا البر والشعير والتمر والملح كل مقتات، ولا يلحق بهذه العيوب الأربعة كل عيب؛ إذ يَفهم من هذا الحديث أن المقصود منه السلامة من العيوب الظاهرة البيِّنة دون اليسير الخفي، وقد روى أبو داود وغيره عن عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ الله (٤) السَّلَمِي أَنَّ الْنَّبِيَّ، - صلى الله عليه وسلم - (نَهَى أَنْ يُضَحَّى بالمُصْفَرَّةِ وَالْمُتَأصَّلَةِ وَالْبَخْقَاءِ وَالمُشِيعَةِ) (٥)، وفي حديث علي، رضي الله عنه قال:


(١) الموطأ ٢/ ٤٨٢ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ فَيْرُوزٍ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أن رَسُولَ اللِه، - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ مَا يُتَّقَى مِنَ الضَّحَايَا ... وفي إسناده انقطاع، وقد وصله أبو داود ٣/ ٢٣٥ - ٢٣٦، والترمذي ٤/ ٨٦ وقال: حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث عبيد بن فيروز عن البراء والعمل على هذا عند أهل العلم، والنسائي ٧/ ٢١٤، وابن ماجه ٢/ ١٠٥٠، وأحمد انظر الفتح الرباني ١٣/ ٨٠، والحاكم ٤/ ٢٢٣.
درجة الحديث: قال فيه الترمذي حسن صحيح، وقال النووي في شرح المهذب حديث البراء، رضي الله عنه، صحيح رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم بأسانيد حسنة، قال أحمد بن حنبل ما أحسنه من حديث، وقال الترمذي: حسن صحيح، المجموع ٨/ ٣٩٩.
(٢) هو عبيد الله بن الحسن أبو القاسم بن الجلاب، ويقال ابن الحسين بن الحسن. تفقه بالأبهري وغيره وله كتاب في مسائل الخلاف وكتاب التفريع في المذهب. توفي منصرفه من الحج سنة ٣٧٨ هـ، الديباج ١/ ٤٦١، شجرة النور الزكية ١/ ٩٢.
(٣) هو علي بن عمر المعروف بابن القصار، تفقه بأبي بكر الأبهري وله كتاب في مسائل الخلاف كبير لا أعرف لهم كتاباً في الخلاف أحسن منه. طبقات الفقهاء للشيرازي ص ١٦٩، الديباج ١/ ١٠٠ وفيه توفي سنة ٣٩٨ هـ، ترتيب المدارك ٤/ ٦٠٢، شجرة النور ١/ ٩٢.
(٤) اختلف في اسم أبيه وجزم الحافظ بأنه ابن عبد؛ فقد قال عتبة بن عبد السلمي، أبو الوليد صحابي شهير، أول مشاهده قريظة. مات ٨٧ هـ ويقال بعد ٩٠، وقد قارب المائة/ د ق. ت ٢/ ٥، وقال في الإصابة: قال البخاري ويقال ابن عبد الله ولا يصح، وجزم ابن حبان بأن عتبة بن عبد الله السلمي أبو الوليد كان اسمه عتلة ... ويقال نشبة .. فغيَّره النبي، - صلى الله عليه وسلم - .. إلى عتبة بن عبد. الإصابة ٢/ ٤٥٤ ت ت ٧/ ٩٨.
أقول: كل الكتب التي أخرجت الحديث قالوا عتبة بن عبد، كما سيأتي.
(٥) أبو داود ٣/ ٢٣٦، وأحمد انظر الفتح الرباني ١٣/ ٧٨ - ٧٩، والحاكم في المستدرك ٤/ ٢٢٥ وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وفيه أبو حميد الرعيني مجهول من السادسة/ د. ت ٢/ ٤١٤، وقال في ت ت: شامي روى عن يزيد ذي مصر وعنه ثور بن يزيد الحمصي. قلت: قال ابن حزم هو وشيخه مجهولان. ت ت ١٢/ ٧٩ وفيه أيضاً يزيد: ذو مِصْر، بكسر الميم وسكون المهملة، المَقْرائِي، بفتح الميم وسكون القاف وفتح الراء بعدها همزة، الحمصي، مقبول من الثالثة/ د. ت ٢/ ٣٧٣، وقال في ت ت: ذكره ابن حبان في الثقات وقال: وقع في المحلى من طريق أبي جميل الرعيني عن أبي مضر بهذا الحديث فقال وهما مجهولان فصحَّف ذي مصر. ت ت ١١/ ٣٧٥.
درجة الحديث: ضعيف.

<<  <   >  >>