قال النووي قال العلماء: كانوا يمتنعون من إيقاظه، - صلى الله عليه وسلم -، لِمَا كانوا يتوقعون من الإِيحاء إليه في المنام، شرح النووي على مسلم ٥/ ١٩٠. (٢) مسلم في كتاب المساجد باب السهو في الصلاة والسجود له ١/ ٤٠٠، وأبو داود ١/ ٦٢٠، والنّسائي ٣/ ٢٨ كلهم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود. (٣) قال الباجي: ذهب أبو حنيفة إلى أن تأخير رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، الصلاة وأمره بالاقتياد إنما كان لأنه انتبه حين طلوع الشمس ولا يجوز قضاء الفوائت عنده فأمرهم بالاقتياد إلى أن ترتفع الشمس عن الأفق ويتم طلوعها، فتجوز الصلاة، وهذا الذي ذهب إليه ليس بصحيح لا يحتمله لفظ الحديث لأنّ وقت طلوع الشمس وكونها في الأفق لا يكون لها ضوء يضرب. شيئاً مما على الأرض وإنما تضرب الناس الشمس ويرتفع ضوؤها عليهم بعد ارتفاعها من الأفق يومئذ هذا التأويل قوله في حديث عمران بن حصين: فما أيقظنا إلا حرّ الشمس، ولا يكون ذلك إلا بعد تمكّن ارتفاعها إلى أن قال: ومما يبين فساد ما ذهب إليه قوله - صلى الله عليه وسلم - إن هذا وادٍ به شيطان، فجعل ذلك علَّة خروجهم عن الوادي واقتيادهم رواحلهم شيئاً، ولو كان طلوع الشمس مانعاً من الصلاة وموجباً للاقتياد لعلل به، ولقال اقتالوا فإن الشمس طالعة، وأيضاً فإن أبا حنيفة لا يقول بمقتضى هذاالحديث لأنه يجوز عليه أن يصلّي في هذا الوقت صبح يومه، وإنما منع أن يُصلّى فيه غيرها من الفوائت والذي امتنع النبي، - صلى الله عليه وسلم -، من أدائها في الوادي هي صبح ذلك اليوم فلا يتناول الحديث الخلاف معه. المنتقى ١/ ٢٨، وانظر الزرقاني ١/ ٣٦، والفتح ٢/ ٦٧ - ٦٨.