تآليفه النحوية، على أن له مشاركة في علم المنطق ولأجل ذلك حسن إيراده فيها تقسيما وحدودا واستعمال الأدلة وبالجملة فيليق كلامه مقدما على كلام غيره من المعبرين من النحاة».
١٢) كتاب المفتاح.
١٣) المقرب، وهو من أهم آثاره التي حازت شهرة، وتناوله النحاة بالشرح والتعليق والتهذيب والاختصار ألفه بإشارة من الأمير العالم أبي زكرياء الحفصي كما ذكر ذلك في ديباجة الكتاب، وبين له منهج التأليف ... «إلى وضع تأليفه منزه عن الأطناب الممل، والاختصار المخل، يحتوي على كلياته، مشتمل على فصوله وغاياته، عار من إيراد الخلاف والدليل، مجرد أكثره من ذكر التوجيه والتعليل، ليشرف الناظر فيه على جملة العلم في أقرب زمان ويحيط بمسائله في أقصر أوان، فوضعت في ذلك كتابا صغير الحجم، مقربا للفهم، ورفعت فيه من علم النحو شرائعه، وملكته عصيه وطائعه وذللته للفهم بحسن الترتيب، وكثرة التهذيب لألفاظه والتقريب، حتى صار «تمنعا إلى القلب أسرع من لفظه إلى السمع فلما أتيت به على القدح «منعا على القدح مشبها للعقد في التئام أصوله وانتظام فصوله سميته بالمقرب ليكون أسسه وفق معناه، ومترجما عن فحواه».
والظاهر أنه ألف الكتاب للمبتدئين، وتوخى فيه التبسيط والتوضيح والبعد عن إيراد الخلافات مع حسن التنسيق والترتيب، ومما يتميز به هذا الكتاب:(١) البراعة والدقة في التعاريف، أكثر الاقتباس من تعاريفه أمثال ابن هشام، والأشموني، وابن يعيش (٢) غلبة المنطق عليه والذي يلاحظ أنه بالرغم من اقتباسه اصطلاحات قليلة من الكوفيين مثل «حروف الخفض» وبعض آرائهم إلا أنه متبع في الأصول المذهب البصري القائم على القياس وما كان مخالفا للقياس يعد شاذا، وهو خلاف مذهب الكوفيين.