للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الموزونة المقفاة يعد شعرا؟ لا يعد شعرا وإن كان فيه بعض عناصر الشعر، ثم إنه يستدرك أن الأوزان والقوافي تزيد الشعر الحسن حسنا وتغطي عيوب الآخر وفي هذا اعتراف بفضل الوزن والقافية على الشعر وأنهما تزيدان الحسن حسنا، أما دعواه أن القافية والوزن يغطيان عيوب الشعر غير الحسن فغير صحيح فإن الشعر الضعيف والذي فيه حشو يبقى بادي السوأة للعيان لا تستره القوافي والأوزان، ثم إن للشعر لغة خاصة تميل إلى التركيز، وعدم الإفراط في ذكر التفاصيل، وعدم التكرار الممل والبعد عن الإسفاف، وتناول المعاني الصغيرة والأشياء التافهة بحجة الاستمساك بالواقعية».

وقال في ص ٦: «وهذا عذاب القبر يجرده من هوله فإذا هو (موربريزبارتي) وعشاق تحت اللحود وبين الحشرات وهذه طقوس الموت لا يبيح منها إلاّ أن يبول القط على ضريحه».وهو يشير إلى قصيدته التي هي بعنوان: «نصائح إلى أهلي بعد موتي» ص ٢٠ ولا تمنعوا القطط من البول على ضريحي، فقد اعتادت أن تبول على جدار بيتي، أهذا شعر؟ إنه أشبه بالكلام العادي الذي لا رواء فيه ولا جمال ولا خيال زيادة عن تفاهة المعنى، فما يهم القارئ أن تبول القطط أو غيرها على ضريحه، ثم لاحظ ما في لفظة البول من ذوق وبعد عن الشاعرية.

وقال الأستاذ بكار في ص ٨: لقد لوى عنكوش (١) البلاغة بيدين خشنتين فهو يحدثك بلغة يعرب ولغة الحلفاوين معا ويقطع «المألوف (٢) بالعروبي» وأن عباراته العامية لتنفلق في الكلام الفصيح «كالتقريعة» بين المتأدبين «تضر تقريعة» الصحة والعافية.

صحيح أنه أكثر من استعمال الكلمات العامية، وحاول


(١) كلمة دارجة بمعنى العنق.
(٢) الغناء على الطبوع الأندلسية.

<<  <  ج: ص:  >  >>