مقابلة ما كتبوه من مؤلفاته. وممن أخذ عنه بغرناطة أبو جعفر أحمد بن علي البلوي أخذ عنه الحساب والفرائض بعد رجوع القلصادي من الحج، وعلي البياضي وأجاز له أن يروي جميع مؤلفاته.
ورحل إلى المشرق، فتوقف طويلا بتلمسان، وبتونس، ففي تلمسان من شيوخه أبو عبد الله بن مرزوق، والإمام الصوفي أبو العباس بن زاغو، والعلاّمة محمد بن النجار، والشريف محمد المعروف بحمود، وقاسم بن سعيد العقباني، وإقامته بتلمسان دامت نحو ثماني سنوات، وقضى بها سبعة أشهر في طريق الرجوع من المشرق والعودة إلى الأندلس، وكانت أوقاته مقسمة بين الإفادة والاستفادة، فانتصب للتدريس، وانتفع به كثيرون كالإمام السنوسي الذي أخذ عنه الفرائض، والحساب، وأجازه إجازة عامة، وقرأ عليه جم غفير ومنهم محمد الملالي، وفي مدة إقامته بتلمسان ألّف التبصرة الواضحة في مسائل الاعداد، ودرّس بتلمسان بعض مصنفاته وغيرها. ومن تلمسان مرّ بتونس، وأقام بها مدة سنتين ونصف، سكن خلالها بالمدرسة الجديدة بحي باب السويقة، والمدرسة المنتصرية، والذين قرأ عليهم بتونس هم الأعلام: أحمد القلشاني، وأحمد المنستيري المتبحر في النحو، والطبيب محمد الدهان، ومحمد بن عقاب الجذامي، ومحمد الواصلي الذي قرأ عليه عند صدوره من المشرق، وفي تونس لقي الشيخ أحمد بن عبد الرحمن بن موسى اليزليتني عرف حلولو. وإقامته بتونس في إيابه من المشرق استغرقت سنة كاملة، وفي تونس اشتغل - كما هي عادته - بالتدريس والتأليف. فقد ألّف فيها كشف الجلباب عن علم الحساب، والقانون في الحساب وشرحه، والكليات في الفرائض وشرحه في نحو أربع كراريس.
ومن تونس قصد الارتحال إلى القاهرة عبر جربة فطرابلس الغرب فالإسكندرية، ومن شيوخه بالقاهرة الحافظ ابن حجر وطاهر