النويري، وأبو القاسم النويري، وعلم الدين الحصني الشافعي، والجلال المحلي، وتقي الدين الشمني، وعبد السلام البغدادي، ومدة إقامته بالقاهرة لم تتجاوز الستة أشهر إلاّ بقليل، وفي طريق عودته من البقاع المقدسة أقام بمصر أكثر من ثلاثة عشر شهرا اشتغل فيها بطلب العلم قراءة وأقرأ كما يقول هو نفسه.
وفي القاهرة درس المنطق على بعض العجم، ودرس كتبا في التفسير والبلاغة والعلوم العقلية على الشيخ شمس الدين الكريمي السمرقندي.
وفي البقاع المقدسة ألّف فرائض ابن الحاجب، وروى الحديث عن أبي الفتح المراغي الحسيني، وأجازه بأسانيده في رواية كتب الحديث، ودامت رحلته نحو خمس عشرة سنة.
ولما تفاقم الخطر على غرناطة، وبات من المتوقع سقوطها بيد الأسبان في القريب، خرج من غرناطة واستقر بمدينة باجة التونسية، ويرى الباحث التونسي الأستاذ محمد العنابي أن سبب اختياره لمدينة باجة أنها «كانت من أبرز العواصم العلمية والحضارية بالبلاد التونسية وكانت لها جالية أندلسية، وأخرى مغربية، وفرق عربية ترجع في نسبتها إلى قريش، وكان للعلم والآداب بها سوق نافقة، وتخرّج بها أعلام».
توفي في منتصف ذي الحجة /٨٩١ ديسمبر ١٤٨٦ بمدينة باجة التونسية، ودفن بمكان يعرف عند أهالي باجة بالمسيد (تحريف المسجد) بناحية سيدي فرج على ربوة تشرف على المدينة، وفي برنامج الصادقية خرج قاصدا تونس، فأدركته المنية بباجة تونس في منتصف ذي الحجة سنة ٨٩١ ودفن بتونس قرب ضريح سيدي محرز (برنامج المكتبة الصادقية ٤/ ١١٧ عند الكلام عن كتابه الغرة المصرية الموجودة ضمن مجموع).