قال:«وهو مغرى بتخريج الخلاف في المذهب واستقراء الأقوال وربما اتسع نظره فخالف المذهب فيما ترجح عنده فخرجت اختياراته في الكثير عن قواعد المذهب ... ».
وأيّد بعضهم هذا فقال في مدح ألفية ابن مالك:
لقد مزّقت قلبي سهام جفونها ... كما مزّق اللخمي مذهب مالك
ولبعضهم في مدح أنظاره وطريقته في الترجيح:
واظب على نظر اللخمي إن له ... فضلا على غيره للناس قد بانا
يستحسن القول إن صحت أدلته ... ويوضح الحق تبيانا وفرقانا (١)
ولا يبالي إذا ما الحق ساعده ... بمن يخالفه في الناس من كانا
وربما يفهم منه أنه كان مائلا للاجتهاد يميل مع الدليل حيث مال، ولا يتقيد بقول أي أحد إذا كان مخالفا للنظر والدليل، وقال عن منهجه وطريقته العلاّمة المرحوم الشيخ محمد الفاضل بن عاشور:« ... فكتب شرحه الشهير على المدونة الذي سماه «التبصرة» والذي جعله سائرا على هذا المنهج من البحث في الصور من جهة، والبحث في الفتاوى المأثورة من جهة أخرى، إلاّ أنه نحا فيه منحاه المشهور الذي اختص به من بحثه أحيانا مع الذين ينقل أقوالهم في مستندات تلك الأقوال على طريقة لم يشترك معه غيره فيها من الأيمة الذين عاصروه أو تقدموه
فهو الذي ابتدأ يتصرف ... بمعنى أنه ابتدأ يجنح إلى اللحاق برجال دور التفريع في منزلتهم من الاجتهاد المقيد، فكان في شرحه على المدونة «التبصرة» يعتمد أحيانا على نقد الأقوال من ناحية إسنادها فيعتبر أن أحد القولين أصح من القول الآخر أي إسنادا وأحيانا ينتقدها من ناحية رشاقة استخراجها من الأصول التي استخرجت منها، وهو ما يعبر
(١) ينظر مثلا «التعلل برسوم الإسناد» لابن غازي ص ٦٧.