للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في منتصف شهر ماي من سنة ١٩٢٠ جاء صديقه الشيخ المنصف المنستيري إلى حلقة الشيخ محمد بن يوسف الصباحية يقول له إن والده يطلب من فضلك أن تزوره هذه العشية بالبيت في المرسى فهو يريد أن يتحدث إليك في أشياء، وذهب إليه (هو الشيخ حمودة المنستيري) وبعد السلام والترحيب والقهوة قال له: إن إخوانك الذين تعرفهم من رجال الحزب الحر الدستوري يرون ضرورة انضمامك للعمل في صفوفهم وإنهم قرروا أن تكون ضمن اللجنة التنفيذية العليا للحزب أثناء الانتخابات المقبلة لأنهم يحتاجون لعملك منذ الآن بصفة منظمة وقد عرضت عليهم رأيا فقبلوه بارتياح والكلمة الأخيرة لك. وقبل بارتياح المقترحات وأبدى له أنه يقبل ما يرتئيه قبل أن يعرف تفصيله وطلب منه أن يوضح له الرأي فقال له: أن تكون ابتداء من الغد بصفة رسمية كاتبا في مكتب ابني الطاهر وابن أخي الصادق، فتشتغل ظاهريا بضبط حساباتهما الزراعية، أما مهمتك الأساسية الحقيقية فهي أن تكون كاتبا للحزب حافظا لأسراره أمينا على أوراقه ريثما يكون للحزب مقر، وريثما يتم انتخاب اللجنة التنفيذية الثانية، وعندئذ تباشر عملك بصفة ظاهرة جلية.

قال له: والدراسة؟ قال أظن أن أمدها قد انتهى، وفي ساعة كفاح كهذا الكفاح الذي نباشره اليوم تهون غاية الذات ولا نعيش إلاّ غاية الوطن.

ومن الغد باشر العمل، وفي نفس اليوم جاءه الشيخ حمودة المنستيري بأوراق الحزب وحساباته وقائمة أعضائه وهكذا استطاع أن يقوم بالمهمتين، ترتيب حسابات مالية وزراعية وترتيب دفتر لها والقيام بأعمال متنوعة تتصل بالحزب.

لما قرر الحزب إنشاء مجلة «الفجر» وهي في ظاهرها مجلة أدبية علمية فكرية، وباطنها الوسيلة الشرعية الوحيدة لجمع أموال الحزب

<<  <  ج: ص:  >  >>