للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتغطية مصاريفه الكثيرة، واختاروا للمجلة مكانا بشارع باب البنات، وكان على رأسها العالم الأديب الشيخ راجح إبراهيم الذي تعرّف به وانعقدت بينهما أواصر صداقة وتقدير كل منهما لصاحبه. وأسندت إليه إدارة وتحرير مجلة «الفجر» واستمر ذلك إلى أن أصبحت للحزب موارد، وإلى أن كثرت وتشعبت الأعمال، وكثرت المسئوليات، فترك «الفجر» واشتغل بالمعمعة الكبرى، وكان قبل ذلك انتخب بإجماع لعضوية اللجنة التنفيذية، وعين أمينا عاما للقلم العربي بها.

وكان أثناء عمله باللجنة التنفيذية ثائرا متطرفا عنيدا بخلاف بقية الأعضاء، وكانت هذه خطته في الخطب والمظاهرات التي يسوقها. حاول الأستاذ حسن قلاتي زعيم الحزب الإصلاحي أن يجره إلى حزبه، ويغريه بإسناد رئاسة تحرير جريدة «البرهان» لصاحب الترجمة، فأبى وبقي ثابتا على مبادئه منضويا تحت لواء الحزب الحر الدستوري.

وفي سبتمبر ١٩٢١ انتدبته اللجنة التنفيذية للقيام بجولات في المدن والقرى لتأسيس الشعب، وعينت معه السيد محمد الجعايبي العضو في اللجنة التنفيذية وصاحب جريدة «الصواب» وخطب في الجمهور الخطب الحماسية الثورية، ونجح نجاحا كبيرا في إثارة حماس الجماهير وانضمامهم إلى الحزب.

وكان كل يوم يكتب مقالا سياسيا يحلل فيه الحالة السياسية الخارجية، وكان في هذه المقالات ينوّه بالكفاح الشعبي في كل مكان مثل كفاح الشعب التركي، وكأنه يقول للشعب بين السطور هذا هو الطريق الوحيد الذي يوصل إلى إدراك الحقوق، كما كان يشيد بالكفاح الشعبي المصري بزعامة سعد زغلول، كما كان يشيد بكفاح شعب ارلندا، ولم يكتف بما كان ينشره في الصحف عن كفاح ارلندا بل نشر رسالة مستقلة عن ذلك الكفاح تحت عنوان «الحرية ثمرة الجهاد» اختطفتها أكف الناس فما غابت شمس النهار الذي صدرت فيه حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>