إيطاليا والحبشة فعادت الاتصالات بينهما إلى سيرتها الأولى.
وكان يزور تونس زيارة لا تتجاوز النصف الشهر بإذن من السفارة الفرنسية بتونس، وبواسطة المساعي التي يبذلها الأستاذ أحمد الصافي وبواسطة جهود السيد محمد عتيق رئيس القسم التونسي من المجلس الكبير قررت السفارة رفع قرار الإبعاد عنه والسماح له بغشيان تونس كلما أراد، وكان ذلك سنة ١٩٣٢ وخلال هذه السنوات السبع لم يفقد صفته باللجنة التنفيذية.
ولما جاءت الحرب العالمية الثانية كان مهددا بالدخول في الجنوب الغربي لأن نفيه من تونس كان بحجة أنه من الرعايا الجزائريين فهداه تفكيره أن يطلب من أخيه حسن المدني بتونس أن يذهب إلى شيخ مدينة تونس السيد مصطفى صفر. وطلب إليه أن يسلم له شهادة رسمية تثبت أن المترجم تونسي الجنسية، ففكر السيد مصطفى صفر قليلا ثم قال بأن هذه الشهادة تناقض على خط مستقيم قرار السفارة الفرنسية التي اعتبرت الأخ أحمد جزائريا وأمرت بإبعاده لكن الحالة اليوم جد خطيرة ويمكن أن تؤاخذ الأخ بجريرة فراره من الجندية الفرنسية، والرجل وطني مقدام مؤمن إن لم يكن من صفي فأنا أعترف له بصفات الكمال، وله عليّ أن أحقق رغبته وأنقذه من موقف صعب، ولفرنسا أن تفعل معي ما تشاء بعد ذلك، ثم حرر رسالة رسمية تثبت الجنسية التونسية للمترجم، وبهذه الشهادة سوّى وضعيته مع السلطة الاستعمارية بالجزائر، وأنقذته أجنبيته من التجنيد الإجباري والقتال في صفوف فرنسا.
وفي أثناء الحرب فتش البوليس السري أوراقه بمكتبه وحملوها إلى حاكم تحقيق عسكري، ولم يوجد بين أوراقه شيء ذو بال لأنه أخذ احتياطه قبل ذلك وفرز أوراقه وما كان مهما أودعه في صندوق خشبي وردمه في حديقة منزله. استدعاه حاكم التحقيق وبعد أسئلة أعاد إليه أوراقه