المستعمرين الفرنسيين، وشرح ما درجوا عليه من مساويء إزاء المسلم الجزائري، وأثبت أنهم خليط من مسيحي البحر الأبيض المتوسط.
وبعد بسطة وافية عن جغرافية البلاد الجزائرية، وعن تقسيمها الإداري، أفرد فصلا إضافيا عن ذكر موقع وتاريخ كل مدينة من مدن القطر الجزائري، فترجم لاثنتين وسبعين مدينة ترجمة واقعية ثم كان قسم الحالة الحاضرة بالبلاد الجزائرية سنة ١٩٣٠ فأطنب في ذكر النظام الإداري والسياسي والمالي والاقتصادي والقضائي، وبين خلو كامل ذلك النظام من العنصر الجزائري، وأخيرا كان فصل الختام حالة المسلمين العامة، فذكر فيه بإطناب وضعيتهم القانونية الجائرة المذبذبة، وقضية التجنيس الفرنسي والحالة الصحية، والعمال والمرأة والموسيقى والتمثيل والصحافة وحالة الدين الإسلامي وختم بذكر الحالة الاقتصادية العامة.
وانتشر الكتاب في القطر الجزائري وخارجه وكتب عنه الكتاب، فكتب عنه الأمير شكيب أرسلان فصولا في مجلة «الفتح» ومحمد كرد علي في مجلة «القبس» والدكتور حسين مؤنس في مجلة «البحوث الإسبانية» والدكتورة بنت الشاطئ في الأهرام وغيرهم كثير.
وعني العالم الغربي الأوروبي بنقده والكتابة عنه والاقتباس منه جمهرة من العلماء والكتاب والباحثين أمثال ماسينيون، وشارل أندري جوليان، وجاك بيرك، وغيرهم (ينظر عن الكتاب حياة كفاح ٢/ ١٩٧ - ٢٠٨).