من أعظم الأسباب التي كونت له ملفا أسود في دوائر الشرطة الاستعمارية، وأشير له في ملفاتهم بالشاعر الثوري، وهذه مقتطفات من القصيد:
مهلا فؤادي ففي الأيام أيام ... بها تحقق آمال وأحلام
الدهر يعبث حينا ثم تعقبه ... من المسرة والأفراح أعوام
إن كان في حكمه نقض بآونة ... فإنما به ذاك النقض إبرام
هذا التقلب قد مارت به زمنا ... ألباب أهل الحجا منا وأفهام
لذا كلي أمل أني أرى زمنا ... به توارى عن الأنظار آلام
ولست ممن يزور اليأس معقله ... لأنني من حياة الذل سئّام
قلبي يتوق إلى حرية قربت ... وإنه للقاها اليوم بسّام
سيخدم السعد شعبا ظل محتملا ... كل الأذى وهو ممراح ومقدام
ويرجع الملك رب الملك بعد مدى ... وإن تقاسمه سود وأروام
من بعد معركة حمراء طاحنة ... فيها تحطم أرأس وأقلام
النصر فيها حليف الحق لا عدد ... تفوز فيها ولا جند وأرقام
الحق يحسم فيها كل مشكلة ... والحق في سائر الآباد حسّام
هناك بعد ما طأطأت يا وطني ... دهرا إلى الأجنبي تعلو لك الهام
هناك أعلامهم تضحى منكسة ... إليك تخفق فوق الرأس أعلام
لا ترتضي قول من يدعوك يا وطني ... إلى الرضا فهو تضليل وإبهام
الحق يؤخذ قسرا لا مسالمة ... صرح وجاهر فما في الحق إيهام
طالب وجاهد جهاد المستميت ... يتول عنك إذا أقدمت إحجام
وقل لمن يدعي فيك القصور ألا ... يا قوم هذي ضلالات وأوهام
بلغت رشدي فأعطوا الدار مالكها ... فإنما ملك مال الغير إجرام
جئتم تريدون خبزا فانثنيتم على ... ملكي ورزقي ورب الناس علام
وكنت إذ ذاك طفلا لا نصير له ... واليوم كل من الأشبال ضرغام
لذاك آمركم أن تتركوا وطنا ... أنتم به اليوم سادات وحكام
فإن رضيتم بسلم مرحبا بكم ... وإن أبيتم فذا للحرب إعلام