كفاكم زمنا كنتم جبابرة ... فيه وأنتم إلى الأبناء ظلاّم
عهد به صار أبنائي عبيدكم ... تبدلت فيه عادات وأحكام
وما تنبهت والأخطار محدقة ... لما يدبره في السر أقوام
وهل تظنون أن الدهر غيّرني ... كلا! فظنكم يا قوم أحلام
أصلي العروبة، أما الضاد هي لغتي ... بالرغم منكم وإن الدين إسلام
* * *
واليوم قد بان نور الشمس واتسعت ... لشمس نهضتنا سهل وآكام
بفضل من أرجعوا للشعب عزته ... من بعد ما قد قضى عنه الألى ناموا
وبعد قضاء نحو خمس سنوات بين السجن والنفي سمح له بأداء امتحان شهادة التحصيل في أواخر مدة مشيخة الشيخ محمد العزيز جعيط، فاجتاز الامتحان بتفوق وأحرز على هذه الشهادة سنة ١٩٤٤.
ثم اشتغل بالصحافة من عام ١٩٤٤ إلى ١٩٥٣، وكان يكتب في جريدة «النهضة» ويمضي بإمضاء «زورق اليم» وهو اسم منحوت من لقبه، غلى أن مشاركته في الإنتاج الصحفي من مقالات وشعر وقصص ظهرت وهو ما يزال طالبا وذلك في الصحف والمجلات الصادرة في عصر شبابه.
واشترك في البرامج الإذاعية بإلقاء المحاضرات وتأليف القصص والمسرحيات منذ عام ١٩٤٥ إلى قبيل وفاته.
في أوائل سنة ١٩٣٨ عن له أن يجمع مختارات من شعره في كراس خاص، وأن يقدمه للطبع فجمع من ذلك نحو ٢٥٠٠ بيت، وجاءت حوادث معركة ٩ أفريل ١٩٣٨ الشهيرة فأودت به إلى السجن حيث قضى به نحو الخمسة أشهر، ثم غادره ليجد محل سكناه قد نهب أثناء سجنه نهبا تاما، ولم يبق منه شيء من الفراش والغطاء والكتب والمخطوطات، وقد حزّ في نفسه أنه وجد السارق الناهب هو ناظر المدرسة التي يسكن بها