ابتدأ تأليفه في سنة ١٢٠٧/ ١٧٩٣ على ما ذكره عند كلامه عن مدينة وهران إذ قال:«وكثيرا ما تغلب عليها الإفرنج الأندلس من أيدي المسلمين، ثم يفتحها المسلمون منهم، وساعة تاريخ الكتاب سنة سبع ومائتين وألف بأيدي المسلمين».
ويرى المستشرق الروسي كراتشكوفسكي أنه أتم الجزء الأول من مصنفه عام ١٢١٠/ ١٧٩٦.
وفي الجزء الأول عقد مقدمة مطولة للكلام عن مدن أقطار المغرب، تناول فيها جغرافيتها البشرية والاقتصادية والوصفية معتمدا على نزهة المشتاق للإدريسي، وخريدة العجائب لابن الوردي، ورحلة التجاني، وحاول أحيانا أن يقارن بين معلوماته ومشاهداته، فعتد كلامه عن الإسكندرية ومعالمها كالمجلس الذي بجنوبيها، والأسطوانة المفردة الكائنة في الركن الشمالي من هذا المجلس فقال:«ولقد وقفت عليها سنة إحدى ومائتين وألف فلم يبق من هذا المجلس أثر».وأن هذه الأسطوانة المفردة نحتها أصحاب الطمع رجاء أن يجدوا تحتها بعض الكنوز، فلما لم يجدوا شيئا ردموا ما احتفروه».
وتحدث عن القطر الأندلسي، واعتمد في ضبط الألفاظ، ووصف بعض المعالم على ابن خلكان، ثم وصف بعض جزر الأبيض المتوسط، كصقلية وسردانية، ومالطة.
ويرى المستشرق الروسي كراتشكوفسكي أن هذا القسم يغلب عليه طابع النقل إذ قال: «وتحمل المقالة الأولى لهذا التاريخ طابعا تغلب عليه الجغرافيا، إذ يمثل وصفا لأقطار المغرب والأندلس وكما يبدو من البحث الذي دوّنه يراع نالّينو Nallino فإن الكتاب بأجمعه يغلب عليه طابع النقل والتجميع فالقسم الجغرافي مثلا يعتمد اعتمادا تاما بالتقريب على الإدريسي وابن الوردي والقزويني والتجاني».