الإسماعيلية، وسرت منهم إلى أوساط التصوف المنحرف والمعتدل عن حسن نية وبدون إدراك صحيح لمقاصدها ومراميها.
وعن الحقيقة المحمدية قال الدكتور عبد القادر محمود إنه «قال بها الصوفية الفرس المتأثرون بالمجوسية، وتسربت إلى الشيعة والصوفية، وانصهرت فيه النظرية الشيعية والصوفية في فلسفتها الكاملة في بوتقة المزج الأفلاطوني، ومن أوائل القائلين بها الحلاّج.
إنها أول تعين لله، ومنه تفرعت المخلوقات صدورا وفيضا استنادا إلى الأفستا التي تقول: «إن إله الخير لم يخلق الكون وما فيه من كائنات روحية ومادية خلقا مباشرا بل خلقه عن طريق الكلمة الإلهية المشتركة» (الفلسفة الصوفية في الإسلام القاهرة ١٩٦٦، ٦٧ ص ٩٩).
ومما يدل عل تأثره بالأفلاطونية الحديثة قوله:«اعلم أن العقل هو أول المبتدعات، وهو واسطة بين الحق والخلق، مقبل على الحق لأن الأول أولى بالأول».
والإسماعيلية الباطنية يدينون بكثير من نظريات هاته الفلسفة الوثنية الشركية، وربما كان المترجم من أتباع الاتجاه الصوفي لهذه الطائفة، ولذلك روى عنه مجالسه بتونس محيي مناهج وآراء الإسماعيلية محي الدين بن العربي، كما جالس غيره من أصحاب هذا الاتجاه المشبوه، فقد روى كتاب «خلع النعلين» لابن قسي عن ابنه نزيل تونس.
وهو من القائلين بالنفس الكلية أو الروح الكلية، وهي مما تسرب إلى الإسماعيلية، ودانوا بها فعند ما تكلم على قوله تعالى:{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا} قال: اعلم أن المراد هنا الروح الكلي الذي ورد أن نصفه ثلج، ونصفه نار، وهو يدعو اللهمّ كما ألّفت بين الثلج والنار